الأخبار

بوابة صيدا 

كشفت رسائل إلكترونية جديدة، أفرجت عنها لجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قضى "ساعات" في منزل رجل الأعمال الراحل "جيفري إبستين" برفقة "فيرجينيا جوفري"، إحدى أبرز ضحايا إبستين، والتي توفيت منتحرة في أبريل 2025.

وتضمنت الوثائق، البالغ عددها 23 ألفًا، رسائل بين إبستين وصديقته السابقة "جسلين ماكسويل"، المدانة بتهم الاتجار الجنسي عام 2020، حيث كتب إبستين: "أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح هو ترامب، [الضحية] قضت ساعات في منزلي معه، ولم يُذكر اسمه قط".

وفي رسالة لاحقة بتاريخ 2 نيسان / أبريل 2011، ردّت ماكسويل: "كنت أفكر في ذلك...".

علاقة سابقة في مارالاغو

جوفري كانت تعمل كمدلكة في منتجع ترامب "مارالاغو" في فلوريدا قبل أن يتم استغلالها من قبل إبستين. وفي مذكراتها التي نُشرت بعد وفاتها، كتبت أن ترامب "كان ودودًا للغاية" معها أثناء عملها في المنتجع.

البيت الأبيض أكد أن الضحية المشار إليها في الرسائل هي جوفري، لكنه شدد على أن ترامب "طرد إبستين من ناديه قبل عقود بسبب سلوكه المريب تجاه الموظفات، بمن فيهن جوفري".

رسائل تثير تساؤلات

في رسالة أخرى كتبها إبستين لنفسه عام 2019، قال: "ترامب كان يعلم بالأمر، وزار منزلي عدة مرات خلال تلك الفترة، لكنه لم يتلقَ أي جلسة تدليك".

كما كشفت الرسائل عن محادثات بين إبستين والكاتب "مايكل وولف" عام 2015، قبل مناظرة انتخابية، حيث ناقشا إمكانية استخدام ظهوره على CNN للإضرار بترامب. وكتب وولف: "أعتقد أنه يجب أن تتركه ليغرق بنفسه"، مشيرًا إلى أن إنكار ترامب لأي علاقة بإبستين قد يمنح إبستين "رصيدًا سياسيًا وإعلاميًا".

وكتب وولف أيضًا: "إذا بدا أن ترامب قد يفوز، يمكنك إنقاذه، مما يخلق دينًا سياسيًا"، مضيفًا أن ترامب قد يصف إبستين بأنه "رجل رائع تعرض للظلم، وضحية للصوابية السياسية".

وولف، الذي ألّف عدة كتب مثيرة للجدل عن ترامب، قال في بيان لـCNN: "لا أتذكر السياق تمامًا، لكنني كنت منخرطًا حينها في نقاش معمّق مع إبستين حول علاقته بترامب".

مطالبات بالكشف الكامل

النائب الديمقراطي "روبرت غارسيا"، عضو لجنة الرقابة، قال: "كلما حاول ترامب التستر على ملفات إبستين، كلما كشفنا المزيد. هذه الرسائل تثير تساؤلات صارخة حول ما يخفيه البيت الأبيض وطبيعة العلاقة بين إبستين والرئيس".

ودعا غارسيا وزارة العدل إلى الإفراج الكامل عن ملفات إبستين، مؤكدًا أن اللجنة ستواصل الضغط حتى تتحقق العدالة للضحايا.

البيت الأبيض اتهم الديمقراطيين بـ "تسريب انتقائي" للرسائل بهدف تشويه صورة الرئيس، وقالت المتحدثة "كارولين ليفيت": "هذه القصص ليست سوى محاولات سيئة النية لصرف الانتباه عن إنجازات الرئيس التاريخية".

تصعيد تشريعي

من المتوقع أن يحصل نواب من الحزبين على عدد كافٍ من التوقيعات لفرض تصويت على الإفراج عن الملفات. وقد أدّت النائبة الديمقراطية "أديليتا غريهالفا" اليمين الدستورية، ما يمنح المجموعة 218 توقيعًا مطلوبًا لطرح التصويت.

لكن التصويت لا يعني الإفراج الفوري، إذ يجب أن يمر عبر مجلس الشيوخ، ويوقّعه الرئيس ترامب.

وكان ترامب قد أثار غضب قاعدته المحافظة في وقت سابق هذا العام بعد تراجعه عن وعده بنشر الملفات.

رئيس مجلس النواب "مايك جونسون" أعلن أن التصويت على إلزام وزارة العدل بنشر الملفات سيتم الأسبوع المقبل، فيما التقى مسؤولون كبار في البيت الأبيض بالنائبة الجمهورية "لورين بويبرت" لمحاولة ثنيها عن دعم الإفراج الكامل.

وقالت بويبرت: "أشكر مسؤولي البيت الأبيض على لقائهم بي اليوم. نحن ملتزمون بالشفافية أمام الشعب الأمريكي".

وعلّقت ليفيت: "أليس هذا دليلًا على الشفافية؟ نحن نجلس مع أعضاء الكونغرس ونناقش مخاوفهم. هذا هو جوهر الشفافية".

(المصدر صحيفة تلغراف + صحف اخرى)