المجتمع

بوابة صيدا

بعد أكثر من نصف قرن على اختطافها ومقتلها، أُعلنت "موريل ماكاي" رسميًا متوفاة، في خطوة قانونية تفتح الباب أمام عائلتها لمواصلة البحث عن جثمانها المفقود منذ عام 1969.

ماكاي، وهي زوجة أسترالية الأصل لأحد مديري الصحف البريطانية، اختُطفت من منزلها في منطقة ويمبلدون جنوب غرب لندن في 29 كانون الأول / ديسمبر 1969، بعد أن ظنّ خاطفوها أنها "آنا مردوخ"، زوجة قطب الإعلام "روبرت مردوخ" آنذاك.

وقد أدين الشقيقان "آرثر ونظام الدين حسين" بجريمة القتل عام 1970، وحُكم عليهما بالسجن مدى الحياة، لكن جثمان الضحية لم يُعثر عليه حتى اليوم. وكان الخاطفان قد طلبا فدية قدرها مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 14 مليونًا اليوم)، قبل أن تُقتل ماكاي في مزرعة "روكس فارم" في هيرتفوردشير، المملوكة لآرثر حسين الذي توفي عام 2009.

أمل جديد في العثور على الجثمان

عائلة ماكاي تسعى حاليًا للحصول على إذن لتفتيش حديقة خلفية لمحل خياطة سابق في منطقة "بيثنال غرين" شرق لندن، حيث كان آرثر حسين زبونًا منتظمًا. ويعتقد الأقارب أن الجثمان قد نُقل من المزرعة ودُفن خلف المحل، الذي أصبح اليوم موقعًا لمكتب مراهنات ومبنى سكني.

المحل كان يرتاده أيضًا الأخوان "روني وريجي كراي"، أشهر رجال العصابات في لندن خلال الستينيات، وكان يُدار من قبل "بيرسي تشابلن". وبعد وفاته عام 2022، كشفت ابنته "هايلي فرايس" أن والدها كان يشتبه في أن أحد شركاء حسين دفن ماكاي خلف المحل.

وقد منحت المحكمة العليا العائلة وثائق قانونية تُجيز لهم متابعة البحث عن الجثمان "بهدف دفن الرفات بشكل لائق"، ويأملون أن يُسهم قرار القاضية "كارين شومان" بإعلان الوفاة رسميًا في تجاوز رفض اثنين من سكان المبنى السماح بمسح أرضي للحديقة.

مطالب عائلية بالعدالة

وقالت "ديان ماكاي"، ابنة الضحية: "نشعر بالارتياح، إنها خطوة جديدة في رحلتنا. نحن سعداء بالحصول على الوثائق التي تتيح لنا طلب أمر قضائي لمسح الحديقة".

أما حفيدها "مارك داير"، فقال: "نأمل ألا نضطر للجوء إلى المحكمة مجددًا، وأن يسمح لنا السكان بإجراء المسح غير التدميري لمعرفة ما إذا كانت رفات جدتي موجودة هناك".

وأضاف: "كل ما نطلبه الآن هو أربع أو خمس ساعات لمسح الأرض، وإذا قررنا الحفر لاحقًا، سنعيد تأهيل الموقع ونزرعه بالورود".

تحقيقات غير حاسمة

الشرطة البريطانية كانت قد فتّشت المزرعة التي يُعتقد أن ماكاي قُتلت فيها، والمعروفة اليوم باسم "ستوكينغ فارم"، في أعوام 1970 و2022 و2024، دون العثور على أي دليل حاسم.

وفي عام 2024، قال نظام الدين حسين، المقيم حاليًا في ترينيداد وتوباغو، لعائلة ماكاي إن الجثمان دُفن قرب كومة سماد بعد أن توفيت إثر نوبة قلبية. لكن عملية البحث التي استمرت ثمانية أيام لم تُسفر عن نتائج، ووصفت الشرطة المعلومات التي قدمها بأنها "غير دقيقة أو غير موثوقة".

(المصدر: صحيفة تلغراف)