• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الثاني 05, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 1:57:30 م
inner-page-banner
الأخبار

رئيسة وزراء سابقة: فقدتُ العدّ من كثرة تهديدات الاغتصاب التي تلقيتها

بوابة صيدا

كشفت رئيسة وزراء فنلندا السابقة، "سانا مارين"، أنها تعرضت لسيل "لا ينتهي" من التهديدات الجنسية خلال فترة توليها رئاسة الحكومة، مؤكدة أن الضغوط لم تكن سياسية فحسب، بل امتدت إلى حياتها الشخصية ومظهرها العام.

مارين، التي أصبحت في عام 2019 أصغر رئيسة حكومة في العالم عن عمر 34 عامًا، وصفت في مذكراتها الجديدة "الأمل في الفعل: مذكرات عن شجاعة القيادة" كيف واجهت موجة من التهديدات عبر الإنترنت، معظمها ذو طابع جنسي، قائلة: "لقد هُددت بالاغتصاب وبأشكال أخرى من الاعتداء الجنسي مرات لا تُحصى".

وقد ترأست مارين حكومة ائتلافية وسطية يسارية ضمت خمس نساء، وهو ما دفع بعض المعلقين المتحيزين لوصفها بـ"حكومة أحمر الشفاه" أو "حكومة الفتيات"، في تعبيرات اعتبرتها مارين انعكاسًا للتمييز الجنسي في الخطاب السياسي.

ورغم شعبيتها الشخصية الواسعة، خسر حزبها "الاشتراكيون الديمقراطيون" الانتخابات في أبريل 2023، وتولت حكومة يمينية قيادة البلاد. وبعد مغادرتها الحياة السياسية، انضمت مارين إلى "معهد توني بلير للتغيير العالمي" كمستشارة استراتيجية.

وتتناول المذكرات أيضًا حادثة الفيديو الشهير الذي ظهرت فيه مارين وهي ترقص وتشرب في حفلة خاصة مع مشاهير فنلنديين، والذي سُرّب في أغسطس 2022 وأثار جدلًا واسعًا. ورغم تقديم عشرات الشكاوى بزعم "الإضرار بسمعة فنلندا وأمنها"، برّأتها التحقيقات من أي مخالفة.

كما اضطرت مارين إلى إجراء فحص مخدرات بعد اتهامات بتعاطي مواد غير قانونية، وجاءت النتيجة سلبية. وقد أطلقت نساء حول العالم، من بينهن هيلاري كلينتون، حملة تضامن معها عبر نشر مقاطع لهن وهن يرقصن تحت شعار "أنا أدعم سانا".

وتؤكد مارين في مذكراتها أنها كانت تُحاسب على أساس مختلف عن نظرائها من الرجال، قائلة: "أدركنا سريعًا أن جريمتي السياسية الحقيقية كانت أنني لم أتصرف أو أبدو كما يُتوقع من رئيسة وزراء". وتضيف: "كنت غير رسمية، مرتاحة أكثر من اللازم، ورقصت بطريقة اعتُبرت غير لائقة. قضيت وقتي في حفلات منزلية مع شباب، بدلًا من الجلوس في عشاء رسمي من ثماني أطباق مع نبيذ مختار بعناية".

وتنتقد مارين النظرة الأخلاقية التي طُبّقت على حكومتها، معتبرة أنها أقرب إلى زمن كانت فيه النساء ممنوعات من دخول المطاعم دون مرافقة رجل، منها إلى مجتمع اليوم.

وتروي مارين لحظة اكتشافها لتسريب الفيديو، حين قاطعها أحد مساعديها أثناء عشاء رسمي ليُريها المقطع، وتقول: "فهمت فورًا ما سيحدث. سيكون هناك ضجيج هائل، وستُهاجم شخصيتي وأخلاقي".

وتصف كيف اختبأت في سيارة رسمية خلف نوافذ مظللة، تراقب الصحفيين المتحمسين في الخارج، قبل أن تغادر السيارة مع فريقها بشكل منفصل لتجنّب إثارة الشبهات. وتقول: "كان الأمر أشبه بمشهد من فيلم".

وتشير إلى أن الفيديو نُشر من حساب خاص على إنستغرام، وتُحمّل المسؤولية للانتهاك غير المصرّح به للخصوصية، لكنها لا تلوم صاحب الحساب. وتضيف: "رقصنا وغنّينا وضحكنا طوال الليل، وكانت واحدة من أجمل ليالي الصيف بالنسبة لي".

كما تتناول المذكرات انفصالها عن زوجها "ماركوس رايكونن" بعد زواج دام ثلاث سنوات، وعلاقة بدأت منذ أن كانت في الثامنة عشرة من عمرها. وتُرجع سبب الانفصال إلى ضغوط الحياة السياسية، لكنها تؤكد أن العلاقة بينهما لا تزال ودّية، خاصة من أجل ابنتهما "إيما".

وتختم مارين بالحديث عن صعوبة التوفيق بين مسؤولياتها كرئيسة وزراء وواجباتها كأم، في تجربة شخصية وإنسانية تعكس تحديات القيادة النسائية في عالم لا يزال يفرض معايير مزدوجة.

 (جيمس كريسب ـ تلغراف)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة