الأخبار

بوابة صيدا

في مقال في صحيفة تلغراف البريطانية بعنوان «ارقدي بسلام يا نيويورك»، ينتقد "ماثيو لين" فوز الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني (34 عامًا) بمنصب عمدة نيويورك، معتبرًا أن برنامجه الاقتصادي الشعبوي سيقود المدينة إلى كارثة مالية واقتصادية.

يطرح ممداني خطة تشمل "تجميد الإيجارات، وافتتاح متاجر غذائية حكومية، وتوفير حافلات مجانية ورعاية أطفال مدعومة"، على أن تُموّل بزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات. غير أن الكاتب يرى أن هذه السياسات، التي يسميها “اشتراكية في مدينة واحدة”، ستفشل كما فشلت تجارب مشابهة سابقًا، مؤكدًا أن ضوابط الإيجارات والمتاجر الحكومية ستقوض السوق وتضعف الإنتاجية.

ويحذر "لين" من "هروب الشركات ورؤوس الأموال إلى ولايات مثل فلوريدا وتكساس" إذا فُرضت ضرائب مرتفعة، ما سيؤدي إلى تراجع الإيرادات وتهديد مكانة نيويورك الاقتصادية كمركز مالي عالمي. كما يتوقع "صدامًا بين العمدة الجديد والسلطة الفيدرالية"، خاصة مع الرئيس ترامب الذي قد يستخدم صلاحياته لإضعاف المدينة “الاشتراكية”.

ويختتم الكاتب مقاله بالتحذير من أن سكان نيويورك الذين احتفلوا بفوز ممداني سيكتشفون قريبًا أن “اليوتوبيا الاشتراكية” قد تتحول إلى طريق يقود مدينتهم إلى مصير مشابه لمدينة ديترويت.

و في مقال في نفس الصحيفة بعنوان «فوز زهران ممداني يجب أن يُقلق الديمقراطيين»، ترى الكاتبة "بوبي كوبورن" أن فوز الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك يمثل إنجازًا سياسيًا لليسار التقدمي، لكنه في الوقت نفسه ينذر الحزب الديمقراطي بمأزق داخلي.

فممداني، الذي فاز بترشيح الحزب في يونيو، نجح في الحفاظ على زخمه الانتخابي حتى النهاية، محققًا أعلى نسبة مشاركة بلدية منذ الستينيات، بفضل تحالف قوي بين الشباب التقدميين ومجتمعات المهاجرين. أما خصمه أندرو كومو فخسر بسبب حملته المربكة التي ركزت على رفض ترامب بدل طرح حلول ملموسة لقضايا المعيشة.

محاولات خصوم ممداني لتصويره كمتطرف فشلت، إذ بدا للناخبين مرشحًا بشوشًا قريبًا من الناس. وتشير الكاتبة إلى أن هذا الفوز يكشف عمق التحول داخل الحزب الديمقراطي نحو اليسار، ويضع قيادته التقليدية أمام تحدٍ متزايد مع اقتراب انتخابات 2028.

وتخلص "كوبورن" إلى أن ممداني ربما يواجه صعوبات في الحكم، لكنه أثبت أن "الخطاب التقدمي الجريء أصبح قادرًا على حشد الناخبين وتغيير قواعد اللعبة السياسية الأمريكية"..