الأخبار

بوابة صيدا

في تصعيد غير مسبوق للضغوط على أضخم مؤسسة إخبارية أمريكية، كشفت تقارير إعلامية نقلاً عن موقع "ميدل إيست آي" أن أكثر من 150 من الكتاب والمساهمين المنتظمين في صحيفة "نيويورك تايمز" قد وقعوا على رسالة تتعهد بمقاطعة النشر في قسم الرأي بالصحيفة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ "التغطية المتحيزة" للحرب الإسرائيلية على غزة.

ويأتي هذا التحرك ليشكل ضغطاً داخلياً ومؤسسياً جديداً على الصحيفة التي تُلقب بـ "صحيفة السجل" في الولايات المتحدة، ويثير تساؤلات حول معايير الحياد في المؤسسات الإعلامية الغربية.

اتهامات "التحيز الممنهج" والعمل كـ "بوق إسرائيلي"

الرسالة الموقعة من الأكاديميين والكتاب، تتهم الصحيفة بممارسة "ممارسات إخبارية سيئة"  مستمرة منذ عقود، وتصعيدها في ظل العدوان الأخير، حيث جاء فيها أن الصحيفة:

تعتّم وتبرر: قامت بـ "التعتيم على جرائم الحرب الإسرائيلية وتبريرها" في غزة.

بوق للحكومة: تواصل العمل كـ "بوق للحكومة والجيش الإسرائيلي"، مما يسمح باستمرار ما وصفوه بـ "الحرب على غزة".

ثلاثة مطالب "غير مستحيلة" لإنهاء المقاطعة

حدد الموقعون ثلاثة مطالب "ليست مستحيلة" لإنهاء مقاطعتهم والعودة إلى المساهمة في الصحيفة:

1. مراجعة التحيز: إجراء مراجعة داخلية شاملة وشفافة للتحيز المعادي للفلسطينيين، وتحديث معايير التحرير والمفردات المستخدمة في تغطية الصراع.

2. حظر المراسلين: فرض حظر على أي صحفي عمل سابقاً في الجيش الإسرائيلي من المشاركة في تغطية الصراع، لضمان استقلالية التقارير.

3. موقف إعلاني: مطالبة هيئة التحرير بـ نشر افتتاحية واضحة تدعو إلى فرض حظر أمريكي على تصدير الأسلحة لإسرائيل.

سياق الأزمة: الانتقاد يتجاوز الرأي العام

تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الجدل حول مصداقية الصحيفة، خاصة بعد تقارير سابقة عن توجيهات داخلية لمراسليها بـ "تجنب استخدام مصطلحات" مثل "الإبادة الجماعية" و"الأراضي المحتلة".

ويُشدد الموقعون على أن تأثير "نيويورك تايمز" لا يقتصر على قرائها، بل يمتد إلى توجيه الرأي العام، حيث "يستمد المحررون والمنتجون في غرف الأخبار عبر الغرب إشاراتهم من تغطيتها".