الأخبار

بوابة صيدا

أطلق نجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار (خطة ترامب) – والمتمثلة في إطلاق سراح الرهائن الأحياء – ما تصفه صحيفة الغاردين البريطانية بـ "المرحلة الأصعب". ويُحذر التحليل الذي نشرته الصحيفة من أن "الهدوء الهش" الذي يسود القطاع مهدد بالانهيار ما لم تتم الإجابة بشكل حاسم على خمسة أسئلة وجودية ستشكل مستقبل غزة لما بعد الحرب.

يرى الخبراء أن هذه الأسئلة تضع الأطراف الدولية والإقليمية أمام مفترق طرق، حيث إن الفشل في أي منها يعني عودة محتملة لدائرة العنف.

1. لغز الانسحاب الإسرائيلي: احتلال أم منطقة عازلة؟

التحدي الأكبر يكمن في إصرار إسرائيل على الحفاظ على موطئ قدم عسكري. فبينما انسحبت القوات من المراكز الحضرية، تسيطر إسرائيل الآن على ما يقارب 53% من القطاع، وهي منطقة تُعرف بـ "الخط الأصفر".

الخطر المزدوج: يُحذر التقرير من أن وعود رئيس الوزراء نتنياهو بالاحتفاظ بـ "جميع النقاط المهيمنة" تتناقض مع فكرة الانسحاب، ما يُبقي شبح "الاحتلال الدائم" قائماً، ويهدد بتفجير الاتفاق ما لم تُمارس ضغوط دولية قوية تفرض سحباً كاملاً على مرحلتين.

2. معضلة الأمن: من يحمل السلاح في اليوم التالي؟

الخطة تطمح إلى إنشاء "قوة استقرار دولية"، لكن التحليل يُبرز الصعوبات اللوجستية والسياسية الهائلة لتشكيلها:

* المرشحون والخوف من التورط: على الرغم من ترشيح تركيا ومصر والأردن للقيام بهذا الدور، فإن العواصم الإقليمية تخشى أن تتحول مهمتها من حفظ السلام إلى "فرض السلام"، في منطقة ما زالت تتنازع عليها الفصائل العسكرية.

3. السؤال المستحيل: مصير "ترسانة حماس"

بينما يُطالب الاتفاق صراحة بـ "نزع سلاح حماس" وتغيير آلية حكم القطاع، فإن هذا البند هو القشة التي قد تقصم ظهر الاتفاق.

* الرفض الجذري: لا تُظهر حماس أي مؤشرات على التخلي عن سلاحها الذي تراه ضمانة وجودها، ما يحول هذه النقطة إلى "قنبلة موقوتة" تهدد بتعطيل جميع المراحل اللاحقة للاتفاق.

4. التغيرات الجيوسياسية: تفكك "محور المقاومة"؟

يرى التحليل أن حرب غزة أدت إلى تحولات جيوسياسية جذرية، لكن مستقبل إيران وحلفائها لا يزال غامضاً:

* جرد الحساب الإيراني: يواجه النظام في طهران "جرد حساب قاتم" يكشف عن نقاط ضعفه العسكرية، في حين أن حلفاءها، مثل حزب الله في لبنان، يواجهون مستقبلاً غير مؤكد يهدد نزع سلاحهم في إطار تسويات أمنية إقليمية أوسع.

5. التمويل وإعادة الإعمار: من يدفع ثمن الدمار؟

في ظل كارثة إنسانية ومجاعة متفشية، تحتاج غزة إلى خطة تمويل ضخمة لإعادة الإعمار.

* التحدي المالي والسياسي: يكمن الخطر في كيفية ضمان تدفق مليارات الدولارات دون الوقوع في شرك السيطرة السياسية أو العسكرية، وتحديد آلية حكم موثوقة تستطيع إدارة عملية إعادة الإعمار الشاملة.

(المصدر: الغاردين)