الأخبار

بوابة صيدا

كشف تقرير صادر عن "مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست" الإسرائيلي عن أرقام "مخيفة" تعكس تفاقم ظاهرة الهجرة السلبية من إسرائيل. ووصف رئيس لجنة استيعاب الهجرة، "غلعاد كاريف"، الأزمة بأنها "تسونامي يهدد الحصانة المجتمعية"، مشدداً على أنها تمثل "تهديداً استراتيجياً حقيقياً" لدولة إسرائيل.

يأتي هذا التقرير في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية والسياسية الداخلية، مما يدفع بعشرات الآلاف من الإسرائيليين لاتخاذ قرار المغادرة بلا عودة.

1. الأرقام الصادمة: 145,900 فارق سلبي في 4 سنوات

كشف التقرير أن ميزان الهجرة السلبية (الفارق بين عدد المغادرين لفترة طويلة وعدد العائدين إلى البلاد) قد وصل إلى رقم غير مسبوق:

الفترة الزمنية: الأعوام من 2020 إلى 2024: الحصيلة الصافية: 145,900 إسرائيلي غادروا ولم يعودوا.

قفزة عام 2023: شهد عام 2023 وحده مغادرة 82,700 مواطن، بزيادة بلغت نحو 50% مقارنة بالعام السابق.

تأثير الحرب: سجل شهر تشرين الأول / أكتوبر 2023 (شهر اندلاع حرب غزة) قفزة كبيرة في عدد المغادرين، واستمر هذا الاتجاه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، حيث غادر 50 ألف شخص مقابل عودة 12,100 فقط.

تراجع العائدين: الأزمة لا تتعلق فقط بزيادة المغادرين، بل بتراجع عدد العائدين أيضاً. ففي عام 2023، عاد 24,200 شخص فقط، وهو تراجع ملحوظ عن الأعوام السابقة.

2. مَن يغادر؟ هجرة الأدمغة والشباب

أكد التقرير أن الهجرة لم تعد ظاهرة عامة، بل تركزت في فئات حيوية تشكل قلقاً استراتيجياً:

المستوى التعليمي: الغالبية العظمى من المغادرين هم من ذوي التعليم العالي. نحو 54% منهم حاصلون على 13 عاماً من التعليم أو أكثر، و 26% حاصلون على تعليم أكاديمي كامل (بنسبة أعلى بكثير من متوسط السكان).

الفئة العمرية: الشباب هم الأكثر هجرة، الفئة العمرية بين 30 و 49 عاماً هي الأكثر مغادرة، تليها الفئة العمرية بين المواليد و 19 عاماً (الأطفال)، مما يشير إلى أن قرارات الهجرة هي قرارات عائلية طويلة الأمد.

الموقع الجغرافي: المدن ذات الكثافة العالية من النخب الاقتصادية والمهنية سجلت أعلى النسب، فقد سجلت تل أبيب - يافا أعلى نسبة بين المهاجرين في عام 2024 (14%)، تلتها حيفا ونتانيا والقدس. |

3. الأسباب الجذرية: الانقسام السياسي وفقدان الأمن

ربط رئيس لجنة الهجرة في الكنيست، جلعاد كاريف، الهجرة السلبية بشكل مباشر بالأسباب التالية:

الاستقطاب السياسي: أشار كاريف إلى أن الظاهرة هي "نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة التي "فتّت المجتمع الإسرائيلي" قبل الحرب" (إشارة إلى الصراع حول التعديلات القضائية والانقسام المجتمعي العميق).

إهمال الجبهة الداخلية: أدى الشعور بفقدان الأمان والتعامل "المهمل" مع الجبهة الداخلية خلال العامين الأخيرين إلى تراجع ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وقدرتها على توفير مستقبل مستقر.

غياب الخطة الحكومية: أكد التقرير أن الحكومة الإسرائيلية لا تمتلك أي خطة منظمة وواضحة للحد من الهجرة العكسية أو لتشجيع العائدين، مما يزيد من عمق الأزمة.

توقعات مقلقة: شبح موجة هجرة جديدة

أشار التقرير إلى مخاوف متزايدة من أن الانتخابات المقبلة قد تشعل موجة هجرة جديدة. بعض الاستطلاعات تشير إلى أن 17% من الإسرائيليين يفكرون جدياً في الهجرة في حال استمرار الوضع السياسي والاجتماعي على ما هو عليه، وأن قسماً كبيراً منهم من الأكاديميين وأصحاب المشاريع التقنية الصاعدة، مما ينذر باستمرار "نزيف الأدمغة" الذي يشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الإسرائيلي القائم على التكنولوجيا.

(المصدر: الإعلام العبري)