الأخبار

بوابة صيدا

كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، في تحقيق استقصائي نشرته اليوم، عن تفاصيل خطة "حزب الله" السرية لإعادة بناء قدراته العسكرية والقيادية بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها.

وخلص التقرير إلى أن الحزب يعمل حالياً "بشكل شبه كامل تحت الأرض"، تحت إشراف مباشر من طهران، بهدف تأسيس هيكل جديد مقاوم للاختراق الإسرائيلي.

تفاصيل عملية الترميم السري:

يؤكد التقرير الفرنسي، استناداً إلى مصادر استخباراتية غربية وشهادات داخلية، أن عملية إعادة البناء بدأت بعد فترة وجيزة من حالة "الفوضى" التي ضربت صفوف الحزب إثر اغتيال قياداته البارزة.

الإشراف الإيراني الفوري:

* فك الشلل: نقلت الصحيفة عن مصدر داخلي في الحزب وصفه لحالة التنظيم في الأيام الأولى بعد الضربات بأنها كانت "كجسم في غيبوبة".

* النجدة من فيلق القدس: تدخلت قيادات إيرانية من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بقيادة القائد "إسماعيل قاآني"، للإشراف على ترميم الهيكل العسكري خلال فترة قياسية لم تتجاوز العشرة أيام.

القيادة الجديدة وقاعدة "السرية المطلقة":

* جيل ثالث شاب: تم استبدال "الطبقة القديمة" من القادة بجيل جديد و"أكثر ديناميكية"، قادر على مواكبة التطور التكنولوجي للمراقبة والاستخبارات.

* تقصير سلسلة الأوامر: أكدت الصحيفة أن القيادة العسكرية الجديدة تعمل وفق مبدأ "السرية المطلقة"، حيث تم "تقصير سلسلة الأوامر" بشكل حاسم. ونقلت عن النائب في البرلمان اللبناني عن الحزب، علي فياض، قوله: "اليوم، لدينا هيكل عسكري جديد سري للغاية. تم تقصير سلسلة القيادة، ولا أحد يعرف من المسؤول عن ماذا."

* فصل الأجنحة: عملت الهيكلة الجديدة على فصل أكثر وضوحاً بين الأجنحة العسكرية والسياسية، لضمان استمرار العمل السياسي حتى في حال توجيه ضربات موجعة للقيادة العسكرية.

تحدي نزع السلاح والتحصين:

على الرغم من الموافقة الشكلية على خطة الحكومة اللبنانية لحصر السلاح جنوب نهر الليطاني، أكد التقرير أن الحزب لم يتخلَّ عن سلاحه.

* تحصين البقاع: يواصل "حزب الله" تخزين الأسلحة والعتاد في معاقله شمال الليطاني وخصوصاً في سهل البقاع.

* الانتظار في الظلام: ختمت "لوفيغارو" تقريرها باقتباس من مصدر استخباراتي غربي وصف الحزب بأنه "أفعى تزحف في الظلام. لم يختفوا، بل ينتظرون الفرصة المناسبة"، مما يؤكد أن الهدف الإيراني لا يزال يتمحور حول الحفاظ على قوة الحزب كقوة ردع إقليمية.