الأخبار

بوابة صيدا

كشف تحليل استراتيجي واسع النطاق نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن قلق متزايد في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، مفاده أن صعود محور إقليمي سُنّي جديد، تقوده "تركيا وقطر"، يشكل تهديداً استراتيجياً للمصالح الإسرائيلية، خاصة في مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويصف التحليل هذا الصعود بـ "اقتحام الهلال السُنّي لمنجم الذهب في الشرق الأوسط"، معتبراً أن هذا التطور "أخبار سيئة لإسرائيل" التي تجد نفسها محاصرة بين قوة إيرانية مستمرة وتحدٍ سُنّي منافس.

يشير مصطلح "منجم الذهب" في التحليل إلى الفرص الاقتصادية والجيوسياسية الهائلة التي ستظهر مع انتهاء الصراع، خاصة فيما يتعلق بـ:

* إعادة إعمار غزة: المحور التركي-القطري يتمتع بأكبر قدرة تمويلية ورغبة في تشكيل مستقبل القطاع، مما يتعارض مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية التي تسعى لتهميش القوى المقربة من أنقرة والدوحة.

* الممرات التجارية والطاقة: المنافسة على السيطرة على خطوط النقل الجديدة ومشاريع الطاقة في المنطقة، مما قد يقلل من دور إسرائيل كبوابة إقليمية رئيسية.

يرى محللو "معاريف" أن نفوذ هذا المحور يمثل تحدياً جيوسياسياً مباشراً للقدس على ثلاثة مستويات:

تقويض أجندة ما بعد غزة: إسرائيل تريد نزع سلاح حماس وإقامة حكم "صديق" في غزة. لكن الدور القوي لتركيا وقطر سيضمن وجود نفوذ مستمر لحركات المقاومة أو قوى غير موالية لإسرائيل، مما يهدد فشل الأهداف الإسرائيلية الاستراتيجية في القطاع.

تجميد التطبيع الإقليمي: يشكل هذا المحور ضغطاً متزايداً على الدول العربية التي وقعت "اتفاقيات أبراهام" أو التي تخطط للتطبيع (السعودية). فصعود قوة إقليمية قوية مناهضة للتطبيع يضع حواجز أمام أي تقارب إسرائيلي-عربي واسع.

المنافسة على الفراغ الإيراني: تراجعت إيران عن بعض مناطق النفوذ بسبب الضغوط. وتخشى إسرائيل ألا يُملأ هذا الفراغ بحلفاء لها (كالسعودية أو مصر)، بل بقوى (تركيا/قطر) لها أجندتها الخاصة، مما يضعف آمال إسرائيل في تشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة إيران.

ويخلص التحليل إلى أن إسرائيل تواجه الآن مهمة أكثر تعقيداً: ليس فقط إدارة الصراع مع حماس أو التوترات مع واشنطن، بل أيضاً مواجهة صعود قوى إقليمية سُنّية لها أدوات اقتصادية ودبلوماسية تنافس النفوذ الإسرائيلي بشكل مباشر.