الأخبار

بوابة صيدا

في خطوة وصفت بأنها بداية لمرحلة جديدة من التعاون الدفاعي الأوروبي في مواجهة التهديدات المتزايدة من موسكو، بدأت طائرات تابعة للقوات المسلحة الألمانية عملها لأول مرة على الإطلاق من قاعدة بريطانية، في إشارة واضحة لتوجه لندن وبرلين نحو "الاستعداد القتالي" الشامل.

وقد أكدت صحف بريطانية أن عملية الإطلاق التاريخية لطائرات ألمانية من طراز "بي-8 بوسايدون" من قاعدة سلاح الجو الملكي (RAF Lossiemouth) في اسكتلندا، تأتي تنفيذاً لـ "اتفاقية ترينيتي هاوس الدفاعية" الموقعة بين البلدين.

المهمة: تأمين الأطلسي وملاحقة "الأشباح" الروسية

تتركز المهمة الرئيسية لهذا التعاون في الجبهة الشمالية على عمليات المراقبة ومكافحة الغواصات، التي تزداد أهميتها في ظل التوتر الجيوسياسي:

عين أوروبية على الأطلسي: ستعمل طائرات "بوسايدون" الألمانية المتخصصة على الدوريات الدورية انطلاقاً من القاعدة الاسكتلندية، بهدف حماية ساحل شمال المحيط الأطلسي وتأمين ممراته الحيوية.

رسالة ردع للكرملين: نقلت التقارير عن وزير الدفاع البريطاني قوله إن هذا التعاون غير المسبوق يهدف إلى تمكين بريطانيا من "التعاون بشكل أوثق مع الحلفاء الرئيسيين في مكافحة العدوان الروسي"، وإرسال رسالة ردع واضحة إلى الخصوم بأن حلفاء الناتو باتوا "على دراية كاملة بالاحتياجات الحالية".

أبعاد استراتيجية: من التعاون إلى الاندماج

ويؤكد هذا التطور على ثلاثة أبعاد استراتيجية أوسع نطاقاً:

1. الاستعداد للحرب الشاملة: وصف المسؤولون البريطانيون هذا التحرك بأنه جزء من انتقال المملكة المتحدة إلى حالة "الاستعداد القتالي" (war fighting readiness)، مما يعكس تحولاً جذرياً في التخطيط العسكري الأوروبي بعد الحرب في أوكرانيا.

2. تعزيز الجناح الشرقي للناتو: ينص الاتفاق على تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة التهديدات الهجينة والتقليدية.

3. تطوير القوة الهجومية: لا يقتصر التعاون على الدفاع، بل يشمل أيضاً تطوير أسلحة هجومية بعيدة المدى جديدة تتجاوز قدرات صواريخ "ستورم شادو" الحالية، في محاولة لامتلاك قوة قادرة على اختراق العمق إذا لزم الأمر.

ويُشدد هذا التعاون التاريخي، وهو الأول من نوعه، على تقارب استراتيجي جديد بين لندن وبرلين، يهدف إلى توحيد القوة العسكرية والاقتصادية الأوروبية في مواجهة ما يراه الحلفاء تهديداً وجودياً للأمن القاري.