• لبنان
  • الاثنين, تشرين الأول 06, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 10:12:18 م
inner-page-banner
الأخبار

في وطنٍ أنهكته الأزمات... هناك من لا يزال يقاوم الحياة بصمتٍ وألم (نداء إنساني)

في زمنٍ صار فيه الدواء حلماً، والعلاج ترفًا، والكرامة عبئًا على من لا يملك، نعيش قصصًا لا تُروى في العلن، قصصًا تختبئ خلف أبواب البيوت الفقيرة، وتحت وجوه تعودت الصبر، وأجساد أنهكها التعب والجوع، دون أن تشتكي... فقط تحاول أن تبقى حيّة.

حديثنا اليوم عن رجلٍ مسنّ... رجلٌ لم يطلب من الدنيا الكثير، فقط القليل من السترة، وكسرة خبز لا تؤلمه حين يمضغها.

رجلٌ تخطى الستين من عمره، ولا يزال كل صباح ينهض قبل شروق الشمس، يجهّز نفسه بصمت، يودّع جدران منزله المتواضع، ثم يمشي... نعم، يمشي، مسافة 8 كيلومترات ذهابًا وإيابًا ليصل إلى عملٍ بسيط بالكاد يسدّ رمقه ويدفعه آجار لمنزله المتواضع .

يمشي تحت شمس الصيف الحارقة التي تحرق جسده كما تحرق أحلامه، ويمشي في شتاءٍ لا يرحم، تُبلله الأمطار وتلسعه الرياح، لكنه لا يتوقف. لا يملك تكلفة الحافلة، ولا رفاهية الراحة، ولا حتى خيار التعب. يسير لأن الجوع لا ينتظر، ولأن الكرامة أثمن من السؤال.

يعود مساءً، متعبًا ومنهكًا، ويجلس في ركنه المعتاد، لا يتذمّر، لا يشتكي، يكتفي بصمتٍ ثقيل، وهمّ لا يُقال.

ورغم كل هذا الكفاح... لم ترحمه الحياة.

مؤخرًا، بدأت آلام شديدة تهاجم فمه.

التهابات حادة وخراجات تسببت في سقوط بعض أسنانه. الألم لا يُحتمل، لا يستطيع الأكل، بالكاد يبتلع لقيماته. في كل مرة يحاول أن يأكل، يشعر وكأن قطعة زجاج تُكسر في فمه. يضع يده على خده متألمًا، يغلق عينيه بقوة لعل الألم يرحل... لكنه لا يرحل.

ذهب يسأل عن طبيب، فوجد أن تكلفة العلاج تفوق أضعاف ما يملكه في الشهر كله. عاد أدراجه مطأطئ الرأس، ليس عجزًا، بل لأنه يعرف أن لا أحد يسمع، ولا أحد يسأل، ولا أحد يملك له حلاً.

هو لا يطلب عملية تجميل، ولا علاجًا باهظًا... فقط يريد أن يوقف هذا الألم، فقط يريد أن يأكل دون أن يبكي وأن لا يفقد أسنانه المتبقية ، فقط يريد أن يعيش ما تبقى له من عمر بكرامة لا يهددها وجع.

قصته ليست مجرد حالة، بل صرخة. صرخة كل مسنٍّ أُهمل، وكل فقيرٍ تألم، وكل إنسانٍ تُرك يصارع المرض وحده.

في هذا العالم، هناك من يملك الكثير، وهناك من لا يملك حتى حق "الألم".

هناك من يُعاني بصمت، ولا يُسمع صوته إلا حين يسقط، أو يرحل.

نحن اليوم أمام مسؤولية... مسؤولية أن نكون عونًا لهذا الرجل.

أن نكون الدواء حين يغيب الطبيب، أن نكون السند حين تغلق الأبواب، أن نمد يدًا صغيرة، لكنها قادرة أن تصنع فرقًا كبيرًا في حياة رجلٍ تعب من الصبر.

فليكن دعمنا له رسالة أمل... لعلها تخفف من وجعه، وتعيد له حقّه في أبسط حقوق الإنسان: أن يأكل دون ألم.

تكلفة العلاج بشكل كامل للخراجات والأسنان الآيلة للسقوط  والخلع 1600$

للتواصل مع زوجته (كونه لا يملك موبايل ) على الرقم ؛

76083058

 

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة