منذ 27 أيلول / سبتمبر 2025، تشهد المدن المغربية موجة احتجاجات غير مسبوقة يقودها شباب ينتمون إلى جيل “Z”، تحت شعار "GenZ 212"، مطالبين بإصلاحات عاجلة في قطاعات التعليم والصحة، ومندّدين بالأولوية الممنوحة للاستثمارات في البنى التحتية الرياضية على حساب الخدمات الأساسية.
خلفية إشعال الفتيل
تُعَدّ مطالب المتظاهرين مزيجًا من الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي؛ حيث يعاني الشباب من بطالة مرتفعة وغياب فرص مجزية، بينما تبدو المستشفيات والمدارس في كثير من المناطق عاجزة عن تلبية الاحتياجات.
الشرارة التي أشعلت الحراك جاءت بعد وفاة ثمانية نساء في ولادات قيصرية بمستشفى الحسن الثاني في أغادير، وهو ما اعتُبر رمزًا لتردّي القطاع الصحي ومظهرًا صارخًا لتهميش حياة المواطن في المناطق المهمشة.
كما يُنتقد أن الحكومة تضخ مليارات في مشاريع متصلة باستضافة المغرب لكأس العالم 2030 وبناء أو تجديد استاد، بينما المدارس والمستشفيات تُترك بلا تأهيل كافٍ، فكانت شعارات المتظاهرين مثل: “الملاعب موجودة .. وأين المستشفيات؟” و “نريد صحة لا كأس عالم”.
الأحداث على الأرض وتصاعد التوتر
المظاهرات امتدت لمدن مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش وسلا وأغادير، وشهدت ليالٍ من الاشتباكات مع قوات الأمن.
خسائر بشرية ومادية:
قُتِل ثلاثة أشخاص على الأقل في بلدة "لقلعة" عند محاولة اقتحام مقر أمني، حسب السلطات، فيما تؤكّد المصادر أنّ بعض تلك الحوادث جرت أثناء استخدام الأمن للسلاح.
و أُصيب مئات من أفراد الأمن والمحتجين، وكُتب أن 263 من الأمن و23 مدنياً جُرحوا في إحدى الليالي.
و تم توقيف مئات المتظاهرين؛ السلطات تشير إلى أن عدد الموقوفين تجاوز الـ 400 حتى الآن.
ودُمرت سيارات، واجهت عدة مؤسسات التخريب أو الإحراق، بما في ذلك مكاتب بنوك وممتلكات عامة وخاصة.
الجهة المنظمة — وهي حركة شبابية لامركزية — تصرّ على سلمية الحراك، وتقول إنها ليست في صراع مع قوات الأمن بحد ذاتها، بل مع السياسات الحكومية التي تراها غير عادلة.
مواقف الحكومة والرد الرسمي
رئيس الوزراء عزيز أخنوش أعرب عن استعداده للحوار، وقال إنّ “النهج القائم على الحوار هو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات التي تعصف بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية.”
لكن في الوقت نفسه، دافعت الحكومة بقوة عن تحرّك الأجهزة الأمنية حيال ما وصفته بمحاولات اقتحام مرافق أمنية، وأعلنت أنها ستتعامل بحزم مع أي تجاوزات.
المتظاهرون ذهبوا أبعد من المطالب الإصلاحية، وطالبوا باستقالة الحكومة بالكامل، ودعوا الملك محمد السادس للتدخل بشكل مباشر، مؤكدين أن الشكوى تمرّ الآن إلى صعيد رمزي أعلى.
دلالات وأبعاد أوسع
يرى مراقبون أن الحراك يعبّر عن فجوة عميقة بين جيل الشباب الرقمي والطبقة الحاكمة التقليدية، وأنه يمثل لحظة ضغط قد تغير بعض أولويات السلطة.
و يُلاحَظ أن هذا الحراك يأتي في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات برلمانية في 2026، مما قد يجعل الضغوط تعكس تحوّلات سياسية لاحقة.
كما يُنظر إلى المغرب كواحد من بؤر الاحتجاج الشبابي في السنوات الأخيرة ضمن موجة احتجاجات جيل Z التي اجتاحت دولًا عدة هذا العام.
(بوابة صيدا + أ.ب + الجزيرة + رويترز + فرانس 24)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..