أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الامينين العامين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، "إنّا على العهد مستمرون وثابتون وحاضرون للشهادة، لن نترك الساح، ولن نتخلّى عن السلاح".
وقال: "أريد أن أقول لهؤلاء الذين لا يقرؤون، وإذا قرأوا لا يفهمون، أقول لأولئك الذين يغضّون النظر عن الهدف الحقيقي للأمريكي والإسرائيلي من لبنان، أقول لأولئك الذين يعتبرون أننا نُحلّل خطأً أن يسمعوا ماذا قالت أمريكا بوضوح، بلسان براك، المبعوث الأمريكي إلى لبنان. قال براك:
- إسرائيل لديها خمس نقاط ولن تنسحب منها.
- إذا رغبت الحكومة اللبنانية إعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح بأنها ستقوم بنزع سلاح حزب الله.
- لن نتدخل - كأميركا - لمواجهة حزب الله، سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأمريكية، إسرائيل ستواصل ذلك - يعطي المشروعية لإسرائيل حتى تستمر في القتال.
- لا نريد تسليح الجيش ليقاتلوا إسرائيل. إذًا، هل نسلحهم ليقاتلوا شعبهم؟ أي حزب الله؟ حزب الله عدونا، وإيران عدوتنا، نحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها، هذه الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله."
ماذا تريدون بعد؟ تصريح أكثر من هذا من الأمريكان؟ يقولون يريدون أن ينزعوا قوة الحزب، يعني يريدون أن ينزعوا قوة لبنان، وإسرائيل لن تنسحب، ونتنياهو يقول: "أنا أريد إسرائيل الكبرى". وبالتالي يريدون أن يسلّحوا الجيش فقط بهدف أن يقاتل حزب الله. أتريدون أكثر من هكذا تصريح بأن أمريكا تريد أن تنهي لبنان وتجعله ملحقًا بالكيان الإسرائيلي؟ من البداية الصورة واضحة بالنسبة إلينا، لكن بعد كلام براك صارت أوضح بكثير، وأيضًا نستطيع أن نضعها برسم أولئك الذين يشكّكون بالأهداف الأميركية".
وتحدث عن "رؤيتنا كحزب الله" بسبع نقاط:
أولًا، نحن نعتبر أن الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان هو خطر وجودي على المقاومة وعلى لبنان.
ثانيًا، نزع السلاح يعني نزع القوة، تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها.
ثالثًا، لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية، لأننا في معركة وجودية، وبإمكاننا تحقيق هذه المواجهة إن شاء الله.
رابعًا، المشكلة إسرائيل، هي لن تسمح باستقرار لبنان، ونحن نرفض أي مشروع يصب في خدمة إسرائيل ولو أُلقي عليه اللبوس الوطني. أصبح واضحًا: لبنان نفّذ ما عليه من القرار 1701، فلتنفّذ إسرائيل.
خامسًا، الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تحقيق الأولويات الأربعة جنبًا إلى جنب: إيقاف العدوان، انسحاب إسرائيل، إطلاق صراح الأسرى، إطلاق عجلة الإعمار. فلتقم الحكومة بواجبها بدل أن تتلهى بأمور جانبية قشرية لا قيمة لها. فلتقم الحكومة بواجبها، وخاصة بإعادة الإعمار، وأن تضع في الموازنة موازنة للإعمار، مهما كانت قليلة ومهما كانت بسيطة. يجب أن تفتح الباب وأن تنطلق، وبعدها من خلال التبرعات ومن خلال الدول ومن خلال وسائل مختلفة نستطيع أن نحقق الإعمار. وهنا على الحكومة أن تضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها، وأن تسعى لتحقيقها، ولا سيادة وطنية ما دامت إسرائيل تحتل شبرًا واحدًا من الأرض وتعتدي علينا ليل نهار. السيادة الوطنية هي بمنع إسرائيل من البقاء في لبنان، ونشر الجيش اللبناني إلى الحدود، ومنع إسرائيل من العدوان أو الاحتلال بأي طريقة من الطرق.
سادسًا، لبنان واحد لجميع أبنائه. نحن نحرص على الوحدة الوطنية الداخلية، لكن هناك عنوان أساس، وهو أن نكون في خندق واحد في مواجهة العدو الإسرائيلي. ونحن حاضرون ونعمل من أجل نهضة لبنان في كل المجالات.
سابعًا، يجب أن يكون لبنان قويًّا، والمقاومة أساس في قوته، نترجم الاستفادة منها في استراتيجية الأمن الوطني" .
وتابع: "هنا قد يسأل سائل: هذه النقاط السبع، كيف يمكن أن نترجمها بخطوات عملية؟ سأذكر أربع خطوات عملية:
أولًا، يجب ألا نخضع للتهديدات بالعدوان، بل أن نواجهه بالدفاع لا بالاستسلام.
ثانيًا، يجب ألا نخضع للتهديد بالحرمان من المساعدات، بل نواجه هذا التهديد بالاعتماد على إمكاناتنا، وبمواجهة الفساد في الداخل لنفسح المجال أمام انتظام المؤسسات، وأمام توجيه القدرات إلى الداخل.
ثالثًا، ندعو إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي يقول: تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها، ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دوليًّا.
إذًا واضح أن المطلوب أولًا أن نحقق التحرير بكافة الإجراءات، بما فيها الاستعانة بالمقاومة، فضلًا عن الدور الأساس الذي يقوم به الجيش اللبناني. اليوم عندنا بعض النقاط في اتفاق الطائف، هذه يجب أن نقوم بالعمل لتنفيذها. كفى تأخير لإصلاحات الطائف 35 سنة، نحن نطالب بأن نطبق المادة السابعة من البند الثاني في اتفاق الطائف: "مع انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي، ومع استحداث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية."
دعونا نعمل مجلس الشيوخ، ونعمل انتخابات على أساس إلغاء القيد الطائفي، وهو مجمد منذ 35 سنة ولا يُعمل به. نحن ندعو بالمناسبة إلى إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفق القانون الحالي، حتى لا نضيع هذه الانتخابات.
35 سنة وهذا لم نقم به بعد، ويأتي من يفسّر اتفاق الطائف بعد 34 سنة من التفسير أنّ "كافة الإجراءات للمواجهة" تعني أن المقاومة جزء لا يتجزأ من المواجهة، بعد تفسير 34 سنة أن المقاومة جزء، يأتي شخص في آخر هذا الزمن يقول: "لا، نحن لا نقبل المقاومة، وتفسير الطائف مختلف!" أي 34 سنة التفسير غلط؟! والآن التفسير أصبح صحيحًا أيتها الحكومة اللبنانية؟! اذهبوا وطبقوا الذي أصبح له 35 سنة لا يُطبّق، لا تذهبوا للذي يُطبّق بشكل صحيح 34 سنة وتعتبره مخالف، ارتكبتم خطيئة في الحكومة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة، صحّحوا هذه الخطيئة حتى يوفقكم الله على الأقل، حتى تستطيعوا العمل بشكل وحدوي نستطيع من خلاله أن نحقق الأهداف.
رابعًا، نبني بلدنا معًا، وهو لنا جميعًا. بعض الذين يقبلون وطنًا يلغي شركاءهم ويقتلهم بيد أعدائهم، حالمون وواهمون، هم يثقبون السفينة من ناحيتهم، لكنها ستغرق بالجميع. هذه سفينة، لا يستطيع شخص أن يأتي ويثقبها من محل ويعتبر أنه يعمل ما يريد، لا، هذه السفينة تغرق بالجميع، يجب أن نكون معًا حتى نحمي هذا البلد. يريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، نحن نشد على أيدي الجيش اللبناني لمواجهة العدو الحقيقي، والوقوف إلى جانب أهله وشعبه، ونحن معه دائمًا إن شاء الله".