نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية (المعروفة بدعمها لإسرائيل) تقريرا، بعنوان “إسرائيل تفوز بالحرب لكنها تخسر العالم”، أكدت فيه أنه “بعد ما يقرب من عامين من القتال في غزة، تواجه الدولة اليهودية خطر أن تصبح منبوذة، حتى بين حلفائها القدامى”.
وشدد التقرير الذي أعده ديفيد لوهنو وجوشوا تشافين على أن الحرب على غزة، قد أضعفت التعاطف العالمي مع إسرائيل، وجعلتها تواجه خطر أن تصبح دولة منبوذة حتى بين حلفائها، وذلك بسبب انتهاكها الصارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
ولفتت الصحيفة إلى أن “مبنى إمباير ستيت بالولايات المتحدة وبرج إيفل بفرنسا وبوابة براندنبورغ بألمانيا، قد أضيئت بألوان العلم الإسرائيلي عقب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، في إشارة إلى وقوف العديد من الدول الغربية إلى جانبها”.
وتابعت: “لكن خلال العامين الماضيين، أدّت الحرب المستمرة على غزة إلى تآكل هذا التعاطف، بسبب ما أدت إليه من قتل وتشريد عشرات آلاف المدنيين، وتجويع سكان غزة، وبثّ ذلك بانتظام على مليارات الهواتف في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت إلى أن “الهجوم الإسرائيلي هذا الأسبوع على القيادة السياسية لحركة حماس في قطر أحدث خطوة مثيرة للجدل، قامت بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي أصبحت أكثر جرأة في مهاجمة أعدائها دون مراعاة للرأي العام الدولي”.
وأبرز التقرير أنّه على الرغم من أن دولة الاحتلال نفّذت في وقت سابق عمليات اغتيال مستهدفة في دول معادية مثل لبنان وإيران، فإنّ هذه العملية وقعت في أراضي حليف للولايات المتحدة (قطر)، واستهدفت قادة حماس الذين اجتمعوا لمناقشة اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار، فكان المضمون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي غير مهتمة بالتفاوض.
وذكرت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أدان الضربة بشدة وقال إنها “لا تخدم المصالح الأمريكية ولا الإسرائيلية”، فيما أدانت ألمانيا والمملكة المتحدة الضربة، وقالت كندا إنها “تقيّم علاقتها مع إسرائيل”.
وأشار ترامب إلى القلق من الضرر الذي تلحقه دولة الاحتلال الإسرائيلي بسمعتها، بالقول: “قد يكسبون الحرب لكنهم لا يكسبون عالم العلاقات العامة، وهذا يضرهم كما تعلمون”، فيما يقول 60 في المئة من الأمريكيين إنهم لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر.
وأكدت “وول ستريت جورنال” أنّ “الحرب المستمرة في غزة أدّت إلى زيادة في معاداة السامية في جميع أنحاء العالم مما يعقد حياة ملايين اليهود، ويقول ما يقرب من نصف البالغين البريطانيين إن إسرائيل تعامل الفلسطينيين كما عامل النازيون اليهودَ في الهولوكوست”.
ونقلت ما قاله مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية أنه “عندما تتوقّف الحرب لن تعود الأمور كما كانت. ستتغير صورة إسرائيل لدى الناس بشكل دائم، وهذا يخلف آثارا شتى على إسرائيل اقتصاديا ودبلوماسيا وعسكريا”.
ومضت الصحيفة تقول “ظلت إسرائيل دائما حريصة على مراعاة الانطباع السائد عنها بالخارج لأنها في حاجة إلى حلفاء أقوياء بوصفها في جوار معاد ولأنها تحتاج إلى التعاطف، بوصفها الدولة الوحيدة لليهود في العالم، ولكن الحرب قد أفقدتها الصفة التي تستدر التعاطف”.
لكن الآن فإن عددا من الدول الغربية الصديقة لدولة الاحتلال الإسرائيلي قد عقدت العزم على الاعتراف بدولة فلسطينية، بل إن ألمانيا التي تعدّ ثاني مورد للسلاح إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي علّقت بعض صادراتها.
وأيضا، رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني وهي المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، قالت مؤخرا: “لم نتردد في الدفاع عن إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا الصمت الآن في مواجهة رد فعل تجاوز مبدأ التناسب”.
وخلص تقرير الصحيفة “إنّ إسرائيل قد ترفض قرار محكمة العدل الدولية بأنها ارتكبت إبادة جماعية” فيما استفسر: “ماذا يحدث عندما يحاول جندي إسرائيلي سابق السفر عبر أوروبا أو أمريكا الجنوبية؟”.
(القدس العربي)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..