محمد دهشة ـ نداء الوطن
خطوة قوات الأمن الوطني الفلسطيني - الذراع العسكري لحركة "فتح"، تسليم الدفعة الأولى من السلاح الثقيل والمتوسط من مخيم برج البراجنة، أثارت ضجة في الأوساط السياسية الفلسطينية كونها تمت بشكل مفاجئ وبقرار منفرد دون التنسيق مع أي من الفصائل الفلسطينية.
غير أن مسؤولًا فتحاويًا رفيع المستوى أكد لـ "نداء الوطن"، أن ما جرى في برج البراجنة يندرج في إطار الالتزام بتنفيذ المرحلة الأولى من تسليم السلاح الفلسطيني، وفق ما اتفق عليه الرئيسان جوزاف عون ومحمود عباس خلال زيارته الأخيرة في أيار 2025، في إطار خطة الدولة بحصرية السلاح بيدها بما فيها المخيمات.
وشدد المسؤول الفتحاوي على أن هذه الخطوة سوف تتبع بخطوة أخرى تتمثل بتسليم السلاح من مخيم البص، تأكيدًا على المضي قدمًا في هذا المسار، وهو ما عبّر عنه رسميًا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأن دولة فلسطين توصّلت إلى اتفاق مع السلطات اللبنانية يقضي بتسليم السلاح الموجود داخل المخيمات للجيش اللبناني على سبيل "الوديعة".
توازيًا، أوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية، الذي واكب عملية التسليم ميدانيًا، أن خطوة تسليم السلاح في مخيم برج البراجنة تشكّل المرحلة الأولى من مسار متكامل لنزع السلاح غير الشرعي من المخيمات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن التنسيق اقتصر على حركة "فتح" كونها مرتبطة بسلاح السلطة الفلسطينية.
وكانت المرحلة الأولى من عملية تسليم السلاح الفلسطيني قد تعثرت في منتصف حزيران الماضي بعدما كان مقرّرًا سحبه من ثلاثة مخيمات في بيروت: هي برج البراجنة، مار الياس وشاتيلا، بسبب العدوان الإسرائيلي على إيران، وغياب أي حوار فلسطيني داخلي للتوصل إلى اتفاق موحد حوله.
بالمقابل، قللت الفصائل الفلسطينية الأخرى، وتحديدًا تحالف القوى الفلسطيني وعلى رأسه حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، من أهمية الخطوة التي أثارت تساؤلات حول خلفيتها، وما إذا كانت بالفعل المباشرة بالمرحلة الأولى من تسليم السلاح أو مجرد شأن داخلي فتحاوي على خلفية فصل أحد المسؤولين العسكريين واستعادة السلاح منه.
وقالت الفصائل الفلسطينية في بيان إن ما جرى داخل برج البراجنة "شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة فتح وحدها"، ولا يمت بصلة إلى ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات. مشددة على "حرصنا على أمن واستقرار مخيماتنا وجوارها، نعيد التشديد على التزامنا بالقوانين اللبنانية واحترام سيادة الدولة ومؤسساتها، ونؤكد في الوقت نفسه أن سلاحنا سيبقى مرتبطًا بالقضية الفلسطينية وحق العودة، ولن يُستخدم إلا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن ينال شعبنا حريته ويقيم دولته المستقلة على أرضه".
ومن المتوقع أن يتواصل مسار تسليم السلاح من مخيم البص في منطقة صور كمرحلة أولى، تليها المرحلة الثانية في مخيم البداوي في الشمال ومخيم الرشيدية في الجنوب، لتتوج في المرحلة الثالثة والأخيرة بمخيمي عين الحلوة والمية ومية في منطقة صيدا، والبرج الشمالي في منطقة صور.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..