• لبنان
  • السبت, آب 16, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 6:39:05 ص
inner-page-banner
الأخبار

قاسم: لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر.. و تتحمل الحكومة كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل و أي انفجار داخلي

قال الامين العام ل"حزب الله" نعيم قاسم في أربعينية الامام الحسين في بعلبك: 

عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف العدوان الإسرائيلي في تشرين الثاني سنة 2024. وهذا يعني أن الدولة ستتصدى لحماية أرضها ومواطنيها، وتتكفل بطرد العدوان، إنسجامًا مع الاتفاق من ناحية، ومع وظيفتها التي تبنت أن تأخذها على عاتقها. المقاومة أعانت الدولة لتمسك زمام المبادرة، من خلال تسهيل انتشار الجيش في جنوب لبنان، وثمانية أشهر من الصبر، ونحن مستهدفون كمقاومين، وبيئة مقاومة، بالتحديد، من بين كل الواقع اللبناني. ومع ذلك، صبرنا وتحملنا، لأننا آمنّا بأن مستلزمات بناء الدولة، وتصدي الدولة، والمساعدة في نهضة لبنان، تتطلب صبرًا في هذه المرحلة.

حسناً، اليوم إذا بدنا نحن نعرف موقع المقاومة من الشعب اللبناني، نذهب إلى استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الاستشاري للدراسات. وهذا الاستطلاع منذ أيام، في شهر آب سنة 2025، ماذا يقول؟ 72 بالمئة من المستطلعين يقولون: لا يستطيع الجيش بمفرده التصدي لأي عدوان. 76 بالمئة يقولون بأنهم لا يثقون بالدور الدبلوماسي وحده. 58 بالمئة عارضوا سحب السلاح من دون استراتيجية دفاعية. 73 بالمئة يقولون: ما يجري في سوريا خطر وجودي على لبنان.

إذا أردتم معرفة رأي اللبنانيين بالمقاومة وسلاحها، والهواجس الموجودة، وكيفية التصدي والحفاظ على القوة، ونقاش الاستراتيجية الدفاعية، فهذا هو الرأي الغالب، الذي يقول بأنه مع المقاومة ومع استمرارية المقاومة.

جاء قرار الحكومة اللبنانية في 5 آب. هذا القرار يجرد المقاومة وشعب المقاومة ولبنان من السلاح الدفاعي أثناء العدوان. هذا القرار الحكومي يعني تسهيل قتل المقاومين وأهلهم، وطردهم من أرضهم وبيوتهم. كان على الحكومة أن تبسط سلطتها بطرد إسرائيل أولًا. كان على الحكومة أن تعمل على حصرية السلاح بمنع الإسرائيلي أن يكون متواجدًا أو أن يكون سلاحه متواجدًا على الأرض. لكن هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية. د

الحكومة تقوم بخدمة المشروع الإسرائيلي، أكانت تدري أم لا تدري؟ لاحظوا فرح الكيان الإسرائيلي. لاحظوا تعبيرات نتنياهو وغيره. اعتبر نتنياهو أنه ساعد الحكومة على أن تصل إلى هذا المستوى. هل أنتم في هذا الوارد؟ هل سركم أن يشيد بكم نتنياهو؟ قلنا مرارًا وتكرارًا: أوقفوا العدوان، وأخرجوا إسرائيل من لبنان، ولكم منا كل التسهيلات والإيجابية أثناء مناقشة الأمن الوطني، واستراتيجية الأمن الوطني، والاستراتيجية الدفاعية، ما هي حجة المشاركين في الحكومة في هذا القرار الخطيئة؟ ما هي حجتهم؟ قالوا: إنهم مضغوطين خارجيًا. سأسألكم سؤالًا: لو جاء مهاجم إلى بيتك وقال لك: "إما أن تقتل ولدك، أو أن نقتلك"، هل تقتل ولدك؟ لو جاءك من يهجم على بيتك، وأغراك بأن يعطيك القصور والأموال مقابل أن تقتل ولدك، هل تقبل بأموال الدنيا مقابل هذا الولد؟ ستجيبه بشكل طبيعي: "اقتل وافعل ما تشاء، هذا ولدي، لن أقبل بأن أقتله أو أن أضحي به، ولو كانت أموال الدنيا معه".

وقال: "هذا هو الموقف النبيل، هذا هو الموقف الصحيح. كيف تقبلون في الحكومة تسهيل قتل شركائكم في الوطن، لتعيشوا حياتكم كما وعدوكم؟ عجيب أمركم والله، أنا أقول لكم: لا تخافوا، لا تخافوا منهم، هم جبناء، هم غير قادرين، هم يعلمون أنهم سيخسرون كل شيء إذا أطاحوا بلبنان. توقفوا أن تعيشوا حالة التهويل، وتقولوا أنكم تحاولون تحافظوا على لبنان؟ لا، أنتم لا تحاولون أن تحافظوا على لبنان، أنتم تحاولون أن تعملوا لتحافظوا على حياتكم وعلى حالكم، حتى ولو قضي على شركائكم في الوطن. هل هذه شراكة؟ هل هذه وطنية؟

أنا سأسألكم سؤالًا: هل يبقى لبنان أو يستقر إذا اعتدى بعض شركاء الوطن على بعضهم الآخر؟ يا جماعة، لبنان لا يبقى، لأنه ليس معقولًا أن تأتي فئة أو فئات، يعتدوا على فئة أو فئات، وبالتالي يقدروا أن يعمروا بلداً في حال من التنازع على الأرض، التي هي حق للجميع.

أنا أقول لكم: إذا كنتم تحسون بعجز، وأنتم كذلك، اتركوا العدو في مواجهتنا، ولا تتصدوا نيابة عنّا. لا نريد أن تتصدوا، ولا نريد أن تؤيدوا، ولا نريد أن ترفعوا شعار التحرير، ولا نريد أن ترفعوا شعار التصدي. اسكتوا فقط، اجلسوا جانباً، واتركونا نحن. كما فشلت حروب إسرائيل المتكررة على لبنان، ستفشل هذه المرة أيضًا. قولوا لهم: عندما يقولون لكم يجب أن تعملوا كذلك ويصدرون الأوامر. قولوا لهم: لا نستطيع خوفًا على البلد. قولوا لهم: لا نريد، لأننا نريد بناء بلدنا مع شركائنا. قولوا لهم: لن نعتدي على مواطنين وأهلنا. فلتجتمع الحكومة للتخطيط لمواجهة العدوان. هذه هي وظيفتها: لتأمين الاستقرار، وإعمار لبنان، لا لتسليم البلد إلى متغول إسرائيلي لا يشبع، ولا طاغية أمريكي لا حدود لطمعه.

لا أعرف إذا تشاهدون تلفزيونًا أو وسائل اتصال، أو تسمعون أو تشاهدون، لا أعرف. هل سمعتم ورأيتم رئيس الأركان الإسرائيلي يجول على أرض الجنوب المحتلة، ويبارك لجنوده هذا الاحتلال، ويعدهم بالمزيد من أجل إسرائيل؟ ما هو جوابكم؟ يا أصحاب السيادة؟ يا أصحاب حصرية السلاح؟ ماذا تفعلون بهذا العمل؟

سأسأل سؤالًا آخر: هل سمعتم نتنياهو أنه يريد "إسرائيل الكبرى"؟ إسرائيل الكبرى تعني كل فلسطين، وأجزاء من مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان. وهو يقولها الآن في نشوة الانتصار التي يعيشها، وفي الدعم الطاغي الأمريكي لهذه الطاغية. ما تعليقكم؟ معقول أنكم تسمعون هذا كله وترونه على الأرض كيف يتوسع وكيف يعمل؟ قال، صدرت بيانات إدانة؟ حط  قد ما بدك بيانات الإدانة. لو تجيب كل عشرة كيلو بيانات إدانة، هذه جيدة للاستحمام، يعني ما بيعملوا شي. قل لي على الأرض ماذا تعمل؟ صار عندنا تمنّي من بعض الدول العربية: ليس أن يدينوا، بل أن يسكتوا، يا أخي، بس ما يدعموا إسرائيل بالخفاء، من خلال الاعتداء على المقاومين، والمساهمة في ضرب المقاومين.

على كل، الحكومة اتخذت قرارًا خطيرًا جدًا، خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، وهي تعرض البلد لأزمة كبيرة. أين سقف الدستور؟ بالفقرة "ي"، يقول: "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". أنتم ناقضتموها الآن؟ بالبيان الوزاري لهذه الحكومة، يقول: "إن الدفاع عن لبنان يستدعي إقرار استراتيجية أمن وطني على المستويات العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية". أين هذه الاستراتيجية؟ مع من تناقشوها؟

ضربتم الاستراتيجية، ضربتم الأمن الوطني، رفضتم كل شيء. أنتم الآن تريدون نزع الشرعية عن المقاومة من خلال اجتماع الحكومة وهذه القرارات؟.

أولًا: الطائف، والبيان الوزاري، وكل المسار، لا يعطيكم هذا الحق، ولا تستطيعون نزع الشرعية.

والأمر الثاني: الشرعية للمقاومة تأخذها من الدماء، والتحرير، والحق، والأرض، ولا تأخذها منكم، ولا تحتاجها منكم. اذهبوا استغفروا الله عز وجل، اذهبوا عملوا ما يساعد على أن تعطوا تعبيرًا لشركائكم أنكم شركاء يمكن الوثوق بهم لبناء لبنان معاً. لا تزجوا الجيش في الفتنة الداخلية. الجيش الوطني سجله ناصع، وقيادته وإدارته اليوم لا تريد أن تدخل في هذا المسار. لا تحشروه، ولا تحشروا البلد في هذا الأمر.

يمكن أن يسأل البعض: حسناً، بعد ما أخذت الحكومة هذا القرار اللا ميثاقي، لماذا لم تنزلوا على الشارع؟ لماذا لم تعملوا تظاهرات ضخمة؟ وردني أنه بقلب السفارة الأمريكية، متعجبين: كيف ما نزل الشيعة والمقاومين ليعملوا تظاهرات ضخمة؟ ماذا تريدين يا سعادة السفيرة؟ يبدو عندك شيء ما بيركب إلا إذا نزلنا بالتظاهرات. أنا سأقول لكم من الآخر، لأنه كان يوجد بعض الأفكار تتحدث عن ضرورة الاعتراض في الشارع. اتفق حزب الله وحركة أمل أن يؤجلوا فكرة أن يكون هناك تظاهرات في الشارع، على قاعدة أنه يوجد مجال لفرصة، يوجد مجال لنقاش، يوجد مجال لإجراء تعديلات قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد. ولكن إذا فُرضت علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب على السفارة الأمريكية، تقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود. هذا يصبح أمرًا آخر، لوقته هو بالحسبان. ولكن هذا ليس هو الوقت.

حتى بقاءنا في قلب الحكومة، كان باتفاق على قاعدة أننا نعتبر الجلستين، خمسة وسبعة آب، غير ميثاقيتين، وكأنهما لم يكونا في حياة لبنان ولا في الوضع القانوني، ونستمر، حتى لا نتركهم وحدهم، وحتى نحاول أن نأتي بهم إلى طريق الصواب.

تريدون أن تعرفوا موقف حزب الله. يبدو أنه تنتظرونه منذ زمن، مع العلم أننا كررناه بأوقات مختلفة، لكن اليوم سوف أقوله بصريح العبارة: لن تسلم المقاومة سلاحها والعدوان مستمر والاحتلال قائم، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر، في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ونحن واثقون أننا سننتصر في هذه المعركة. وهيهات منا الذلة".

وختم قاسم: "تتحمل الحكومة اللبنانية كامل المسؤولية لأي فتنة يمكن أن تحصل، نحن لا نريدها، ولكن هناك من يعمل لها.

تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي انفجار داخلي، وأي خراب للبنان.

تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية في تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض لبنان وعن مواطنيها.

لستم معذورين إذا تصديتم بهذه الطريقة، وأخذتم هذه القرارات، وأديتم إلى خراب البلد. قوموا بوظيفتكم في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان، وحماية لبنان، وليس المشاركة في العدوان على مكون بأكمله، وعلى كل المؤيدين للمقاومة من مختلف الجهات والطوائف والمناطق.

فلنكن معاً في بناء البلد، لنربح جميعاً. لا يُبنى البلد لمكون دون آخر. هذه أرضنا معاً، هذا وطننا معاً، نحيا بعزة معاً، ونبني سيادته معاً. أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يُبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معاً، وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية، وعلى الله الاتكال. وأكرر القول: ما تركتك يا حسين".

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة