بوابة صيدا
كتب "نداف أيال" في "يديعوت":
هذا الأسبوع وقعت موجتان كبيرتان من "تسونامي" في العالم، الأولى انتهت بلا شيء: من كامتشاتكا في روسيا حتى هاواي.
أما التسونامي الثاني فكان إنسانيا وسياسيا – تسونامي غزة - التحذير بشأنه وُجّه إلى إسرائيل مرارا وتكرارا، لكن التهديد تحقق بالكامل، لقد اجتاح إسرائيل وأغرق جزءا كبيرا من مكانتها في العالم.
أحد الوزراء اعترف لي قائلا: "هذا أسوأ أزمة دولية لإسرائيل منذ 1948".
في الأيام الأخيرة، بدأت إسرائيل تفقد الدعم في كل مكان – سواء من الجمهور أو من صناع القرار، ويحدث هذا حتى داخل الحزب الجمهوري الأميركي، الذي لطالما كان رمزا للدعم غير المشروط لإسرائيل.
أحد كبار أعضاء الحزب – شخص يتبنّى مواقف ليكودية أو أكثر تطرفا، ويصلّي دائما من أجل إسرائيل – قال مؤخرا لأصدقائه في إسرائيل: "عليكم أن تنهوا الأمر. الحرب عادلة، لكنكم تخسرون كل يوم يمرّ، الضرر هائل".
إذا كان هو يتحدث بهذه اللهجة – فتخيلوا ماذا يقول الآخرون.
التسونامي متجذر في واقع الأزمة الإنسانية في غزة، على سبيل المثال، قسم الأطفال في مستشفى ناصر في القطاع: في الأيام العادية يحتوي على ثماني أسرّة؛ الآن ممتلئ بالفرشات على الأرض، بأطفال ورضّع يعانون من مشاكل مختلفة مرتبطة بـ"سوء تغذية حاد"، وفقًا لوكالة "أسوشييتد برس" (AP)، كنت أتمنى ألّا أضطر للاعتماد على وكالة أنباء أجنبية، لكن إسرائيل لا تسمح بدخول صحفيين أجانب أو إسرائيليين إلى القطاع.
المجاعة تظهر عبر مؤشرات باردة: مثل أسعار الطحين المرتفعة جدا – في منطقة لم يعد فيها اقتصاد قائم، ولا وظائف.
إسرائيل ومنسق أنشطة الحكومة لا ينكران هذه الأسعار، من يبحث عن مقاطع فيديو وصور تدل على فقر مدقع وناس لا يعرفون ما سيأكلون اليوم، يمكنه مشاهدة فيديو لطفل يجمع الطحين المنسكب في قميصه من كيس كبير، أو نساء وأطفال يجمعون العدس الأحمر من الأرض، يُنقّونه من التراب.
ونقطة إضافية: من الطبيعي في أزمة إنسانية أن يكون أول المتضررين هم من يعانون من أمراض مزمنة، حتى المرضى بأمراض وراثية خطيرة لهم الحق في العيش، لا أن يتضوروا جوعا أو يموتوا بسبب نقص العلاج الطبي وانهيار شروط النظافة.
أغلب الإسرائيليين، وفق استطلاع معهد دراسات الأمن القومي، لا يشعرون بالقلق من الوضع الإنساني في القطاع، كثيرون يرونه تمثيلية، أو يشعرون – في ظل 7 أكتوبر – بعدم تعاطف تام تجاه الفلسطينيين.
ما حدث كان أزمة إنسانية وسياسية متعمدة، كان بالإمكان تجنّبها، لكنها استُخدمت كوسيلة ضغط سياسي.
الحكومة الإسرائيلية خضعت لضغوط اليمين المتطرف، وأهملت التحذيرات – من الجيش، ومن واشنطن، ومن الأمم المتحدة، والنتيجة: كارثة إنسانية في غزة، ونكسة دبلوماسية تاريخية لإسرائيل.
(ترجمات عبرية)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..