محمد دهشة ـ نداء الوطن
عادت الحركة السياسية والبلدية تنشط على خط صيدا – جزين، بعدما حرّكتها لقاءات وزيارات متبادلة، طاولت مختلف القوى الصيداوية إثر مشاركة مسؤوليها وممثليها في نشاطات أُقيمت في جزين وقرى قضائها بعد الانتخابات البلدية الأخيرة. مشهد عكس تحرّكًا خجولًا، لكنه ملحوظ، قد يفتح آفاق التلاقي مجددًا بعد سنوات من التباعد.
وتؤكد مصادر سياسية لـ "نداء الوطن" أن وتيرة هذه الزيارات تفتح الباب أمام أسئلة مشروعة: هل نحن أمام "ضوء أخضر" مبكر استعدادًا للانتخابات النيابية المرتقبة في أيار 2026؟ أم أن هناك تحوّلًا ما في المزاجَين الشعبي والسياسي، يرمي إلى إعادة وصل ما انقطع، وتثبيت الجسور على أساس التاريخ والجغرافيا المشتركة بين المنطقتين؟
في القراءة الجزينية، يبدو أن "التيار الوطني الحر" يسعى اليوم لتفادي عزلته السابقة، بعدما أخفق في الانتخابات النيابية الماضية، حين عجز عن إبرام أي تحالف جدّي مع قوى صيداوية مؤثرة، وأُجبر على الاكتفاء بالتحالف مع شخصيتين من صيدا لم تُشكِّلا رافعة للائحته، فكانت الخسارة مدوّية، بعد أن كان يُمثّل المقاعد الثلاثة في دائرة جزين – صيدا.
أما على مستوى "القوات اللبنانية"، فقد شكّل السيّد مرعي أبو مرعي حليفًا قويًا لها، وقد نجح أكثر من مرة في مدّ جسور التواصل مع صيدا في استحقاقات مختلفة، ومنها الانتخابات النيابية لدورتين، وآخرها حيث جرى التحالف مع المهندس يوسف النقيب و"الجماعة الإسلامية"، ومعه اليوم تبدو "القوات" أكثر ارتياحًا، تمسك بخياراتها بمرونة وهدوء، وباتت تنتقي تحالفاتها وفق ما يخدم استراتيجيتها.
وفي موقف يعكس تبدّلًا في المناخ العام، كشفت أوساط مسؤولة لـ"نداء الوطن" أن مرجعًا روحيًا مسيحيًا كاشَف بعض القوى الصيداوية بضرورة طيّ صفحة الماضي، مشدّدًا على أن "الوقت حان للتطلّع إلى المستقبل، بعيدًا من الحسابات القديمة"، لافتًا إلى أن العلاقات الشخصية بين أبناء صيدا وجزين باتت أكثر صلابة من أي وقت مضى، وأن الرهان اليوم على ترجمة هذه الروحية سياسيًا وحزبيًا.
وفيما لم يلقَ المرجع الروحي أجوبة واضحة وسط صورة متناقضة بين ما يُقال في الدوائر المغلقة وأمام العامة، فإن اللقاءات المتكرّرة بين نواب وشخصيات من صيدا وجزين تعكس تطوّرًا تدريجيًا في مسار التفاهم، رغم وجود بعض التحفظات الحزبية التي لا تزال قائمة في الخلفية، والتي تتطلّب وقتًا وجهدًا لتجاوزها، فيما تلعب البلديات دورًا أساسيًا في تعزيز التلاقي، ويبرز الشباب كرافعة حقيقية لأي تحوّل مرتقب في المزاج الانتخابي.
وفي القراءة الصيداوية، عكست هذه اللقاءات رغبة مشتركة في توسيع مساحة التفاهم، حيث لوحظ نشاط رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين بسّام رومانوس، المدعوم من "القوات اللبنانية"، على خط الزيارات إلى صيدا، كما فعل رئيس بلدية جزين دافيد الحلو، المدعوم من "التيار الوطني"، والنائب السابق إبراهيم عازار.
وقد تُرجم هذا الانفتاح أيضًا في لقاءات كثيرة جمعت أبو مرعي مع شخصيات سياسية ورؤساء بلديات من جزين وقرى قضائها وصيدا وشرقها، فضلًا عن ممثلين من حزب "الكتائب" مع "تيار المستقبل"، بينما تواصل "التيار الوطني الحر" ورئيس بلدية جزين الحلو مع النائب عبد الرحمن البزري، و"التنظيم الشعبي الناصري"، و"تيار المستقبل"، و"الجماعة الإسلامية". ونشط يوسف النقيب نحو جزين.
وفي هذا الإطار، أكّد رومانوس حرصه، إلى جانب أعضاء الاتحاد، على ترسيخ أفضل العلاقات بين صيدا وجزين وسائر المحيط، انطلاقًا من المشترَكات الكثيرة، وتكريس الجهد المشترك للنهوض بالعمل البلدي والإنمائي، بما يُسهم في معالجة الأزمات الحياتية والخدماتية، وتفعيل دور البلديات في شراكة متكاملة مع مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي.
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..