كتبت صحيفة "الديار": فيما تتوجه انظار اللبنانيين الى الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي توم باراك الاثنين الى بيروت وما قد ينتج عنها على ضوء الرد اللبناني الرسمي على الورقة التي كان سلمها براك للمعنيين والتي تضمنت خارطة طريق لحل سلاح حزب الله والمطلوب اميركيا للوصول الى الهدف، ينكب الداخل اللبناني على انجاز المطلوب منه قبل موعد الاثنين.
ولهذه الغاية كثّفت اللجة الثلاثية اجتماعاتها على مدار الايام الماضية والتي كان آخرها اجتماع مطول عقد امس السبت بين اعضائها الممثلين لكل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما رئيس مجلس النواب وقد استمر لساعات وهو الاجتماع السادس للجنة.
فخلافا لما اشيع سابقا لم تشهد الساعات الماضية على اي لقاء للرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا بل اقتصر المشهد على استكمال اجتماعات اللجنة الثلاثية المعنية بانجاز الخطوط العريضة للرد اللبناني على ورقة براك.
وبحسب مصادر مطلعة على جو اللقاءات، فقد سلم حزب الله ملاحظاته على الورقة التي تعكف اللجنة الثلاثية دراستها بعدما كان الحزب قد وضع اصلا المعنيين بجو خطوط رده العريضة بتنسيق كامل مع الرئيس بري عبر الحاج حسين الخليل.
وفي ظل شح المعلومات التي رشحت عن اجتماع اللجنة الاخير امس، وعن ملاحظات الحزب، كشفت معلومات خاصة بالديار بان رد الحزب مفاده التالي : لا تسليم للسلاح قبل تأمين الضمانات ولاسيما ان التجربة السابقة بمسألة الدول الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار لم تكن مشجعة اذ لم تتمكن لا اميركا ولا فرنسا من لجم اسرائيل التي لا تزال تواصل اعتداءاتها وعدوانها.
وتشير المصادر الى ان الحزب لن يقبل باية املاءات تفرض عليه وامين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم كان كشف عن هذا الموقف بتصريحاته الاخيرة ، وعليه تقول المصادر بان ما تضمنته ورقة باراك من تطبيق مبدأ خطوة مقابل خطوة اي ان يسلم الحزب جزءا من السلاح المتواجد حتى الليطاني فتنسحب اسرائيل من تلة كانت احتلتها على سبيل المثال ، او ان يسلم الحزب جزءا من الصواريخ الدقيقة فتنسحب اسرائيل من تلة، مرفوض لدى حزب الله ولاسيما الا شيء يمكنه ان يردع اسرائيل فيما لو التزم الحزب بتنفيذ الخطوة المقابلة المطلوبة منه. وتحيلك المصادر هنا الى مسألة "حرية الحركة" التي اعطيت للاسرائيلي سرا باتفاق وقف اطلاق النار الاخير وتسأل : ما الذي يضمن الا تعطى اسرائيل مرة جديدة هذه الحرية للتحرك سرا؟
وتلفت المصادر الى ان الضمانات التي يطالب بها الحزب تتلخص بنقاط اساسية، بحيث ان الاساس بالخطوط العريضة للاجوبة التي سلمها للمعنيين يقوم على "الا حاجة لاي اتفاق جديد، فليطبق الاتفاق الاول الذي تنصل منه العدو الاسرئيلي بغطاء اميركي".
كما ان المطلوب ،بحسب اجوبة الحزب، تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وال 1701 وانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، ووقف الاعتداءات المتواصلة، ووقف الاغتيالات كما اعادة الاسرى واطلاق مسار اعادة الاعمار.
وتوضح المصادر ان الحزب يتمسك بمبادئ اساسية اولها عدم المساومة على السيادة، وعدم الخضوع للاملاءات، ومطالبة الجانب الاخر بالالتزام باتفاق وقف النار الذي تنصل منه فيما التزم الحزب به كما لم تتمكن الدول الراعية له لضمان تنفيذه.
وبالعودة لورقة الرد اللبناني ، فتفيد اوساط متابعة بان اللجنة عكفت امس على اعداد الصيغة شبه النهائية لهذا الرد فيما الخطوة المقبلة ستتمثل بدراسة هذه الصيغة بشكل مفصل من قبل الرؤساء الثلاثة قبل ان يتم التنسيق من جديد مع اللجنة لاجراء الروتوش اللازم على الصيغة كي تصبح نهائية والمتوقع ان يتم بالساعات القليلة المقبلة، مؤكدة ان الاتصالات واجتراح الافكار متواصلة.
وبانتظار ان تجهز الصيغة النهائية للرد اللبناني لعرضها الاثنين على باراك الذي يبدو انه يعمل وفقا للمسار الذي كان اتبعه سابقا اموس هوكستين، تفيد مصادر حكومية للديار بان هذا الرد سيوضع باجوائه الوزراء بعد ان يكون قد توافق عليه الرؤساء الثلاثة بصيغته النهائية فيعرض بعدها على الطاولة الحكومية، علما ان المصادر نفسها استبعدت ان تحصل هذه الخطوة (اي عرض الرد على الطاولة الحكومية) قبل زيارة باراك التي لم تعد تفصل لبنان عنها الا بضع ساعات، شارحة بان الرد اللبناني بصيغته النهائية سيعرض على باراك وبعدها يطرح على طاولة مجلس الوزراء ليكون كل الوزراء عى علم ببنوده وخطوطه العريضة.
على اي حال وبانتظار ما قد يرشح بالساعات المقبلة، يقول مصدر موثوق للديار بان ما قد يصعب الامور هو مسألة الضمانات التي قد تشكل عقدة اساسية للتنفيذ وهنا يطرح الف سؤال وسؤال فهل سيتمكن المعنيون من تأمين هذه الضمانات الاساسية وهل ستعطي وانشطن هذه الضمانات اصلا للبنان؟ او ان ما يطلبه الحزب يستحيل تنفيذه من قبل الجانب الاسرائيلي كما يستحيل على الدولة اللبنانية تأمينه فتتعقد الامور اكثر فاكثر؟ مع الاشارة الى ان الاجواء الخارجية لا توحي باية ليونة ممكنة هذه المرة ولاسيما ان المعنيين تبلغوا من دبلوماسيين وموفدين رسالة واضحة مفادها : اذا لم يسلم الحزب سلاحه فتوقعوا احتمال التصعيد الكبير! والاخطر من هذا هو ما كشفه مصدر متابع للديار اذ قال بان الاميركيين اوصلوا رسالة للبنان بان الامور قد تذهب للتلفت الخطير واذا لم ينفذ لبنان المطلوب منه فاسرائيل قد تقدم على اعمال خارجة عن كل السيطرة ويمكن عندها الا يتدخل الاميركيون للجمها!
فاي مسار سيقبل عليه لبنان ؟ واي مشهد ستكون عليه الاسابيع القليلة المقبلة التي يبدو انها ستحمل تطورات هامة على وقع سياسة "العصا والجزرة" التي تنتهجها واشنطن عبر توم بارك ؟