بوابة صيدا
بدا غالانت مزهواً بإفراج الولايات المتحدة عن المزيد من المعونات العسكرية لجيشه، و تجاهل وربما لأول مرة الكلام عن فرضية الحل الديبلوماسي في شأن الجبهة في جنوب لبنان، وأطلق العنان لتهديدات بلا قفازات حين قال إننا «سنوسع المعركة ونزيد من وتيرة الهجمات في الشمال»، ملوّحاً بـ «الانتقال من الدفاع إلى الهجوم».
ولعل الإشارة الأكثر إثارة في كلام غالانت كانت قوله «إننا سنصل إلى كل مكان يعمل فيه حزب الله، في بيروت وفي دمشق، وفي أمكنة أبعد»، الأمر الذي تزامن أيضاً مع رفْع إسرائيل من مستوى كثافة النيران في هجماتها وتوسيع نطاق مسرح عملياتها، وتكبير «بنك أهدافها» على مدى الأسبوع الفائت.
ولم تتردد مصادر على دراية بمجريات الحرب على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، في رسم سيناريوات أكثر قتامة لِما يمكن أن يحدث، وهي أبلغت إلى «الراي» عدم استبعاد مَن يعنيهم الأمر إمكان تمدُّد الضربات الإسرائيلية الجوية في إتجاه بيروت وضاحيتها الجنوبية ما دام المستهدَف «حزب الله» حصراً.
ولفتت هذه المصادر إلى ان غالانت كان واضحاً في توجيه تهديداته إلى «حزب الله» لا إلى لبنان، وهو الأمر الذي يدركه الحزب ويتوقّعه وجاهِز للتعامل معه وهو كان باشر بإجراءات تَحَوُّطٍ من النوع الذي يحدّ من خسائره في المواجهة الشرسة مع عدوٍّ يحتل الأجواء ويستعين بالذكاء الاصطناعي.
ورغم ان «حزب الله» لم يتوانَ عن الرد على التلاعب الإسرائيلي بـ«قواعد الاشتباك» بتوسيع ملعب النار في استهدافاته لمناطق وثكن ومستوطنات في المقلب الإسرائيلي، وباستخدامه الصواريخ ذات الرؤوس المدمّرة كـ «البركان» و«فلق» ضد المستوطنات غير المأهولة بطبيعة الحال، فإن الدوائر المراقبة في بيروت رأت في اندفاعة غالانت ومدلولاتها، أحد أمرين:
إما ان إسرائيل صارت أكثر «جرأة» بعدما حصلت على معنويات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة، وتالياً ستندفع بزخمٍ أكبر، وإما أن اندفاعتها تضمر محاولةً لعرقلة أي تَفاهُمٍ أميركي – إيراني في شأن لبنان وجنوبه.
وفي الحالتين فإن الأيام المقبلة ستشكل اختباراتٍ لإعلان نيات واشنطن وباريس المتواصل عن رفضهما توسيع نظاق الحرب ضد لبنان.
(الرأي)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..