• لبنان
  • الأربعاء, حزيران 11, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 2:13:06 ص
inner-page-banner
الأخبار

السنيورة يتحضّر للانتخابات النيابية في بعلبك الهرمل… والنائب بدر أيضاً؟

عيسى يحيى ـ نداء الوطن

في ظلّ التبدلات التي طرأت على المزاج السنّي في البقاع، بعد التحولات الأخيرة من سقوط نظام الأسد إلى شدّ الأزر بالرئيس الشرع، وبعد الفراغ الذي خلّفه «تيار المستقبل»، يعود بعض اللاعبين إلى الواجهة في محاولات لملء هذا الفراغ. ولكن في منطقة كُتبت معاركها النيابية بلونٍ واحد لعقود، هل يكفي الطموح لكسر الاصطفاف التقليدي؟

في بعلبك الهرمل، كما في معظم مناطق الأطراف، تعيش الطائفة السنية حالة من التشتت السياسي والانكفاء الشعبي، بعد سنوات من الغياب القيادي والتنظيمي، سواء على المستوى السياسي أو الديني. ويتوزّع أبناؤها بين ملحقين لهذا الحزب أو تلك المرجعية، ما زاد من حجم الفراغ واتساع الهوّة، التي لم تُملأ بعد. وعليه، تدور المعركة اليوم ليس فقط على التمثيل النيابي، بل على إعادة تشكيل الهوية السياسية للطائفة.

كان الرئيس فؤاد السنيورة قد خاض الانتخابات النيابية عام 2022 إلى جانب «القوات اللبنانية»، عبر دعم مرشّح سني فرضته الظروف السياسية آنذاك، وبتزكية من بعض الشخصيات التي تراجع دورها عما كان عليه سابقاً، من دون أن يُكتب لتلك التجربة النجاح، ولم تُشكّل بديلاً حقيقياً يغطي غياب «المستقبل» عن الساحة البقاعية.

اليوم، وبعد نحو ثلاث سنوات من الغياب، تشير معلومات خاصة لـ «نداء الوطن» إلى أن الرئيس السنيورة بدأ سلسلة اتصالات مع عدد من الشخصيات السنية البقاعية، سواء من المقيمين في بيروت ممن لهم حيثية في المنطقة، أو عبر أحد الوزراء المحسوبين عليه، والذي يلعب دور صلة الوصل بينه وبين البقاعين الأوسط والشمالي.

ووفق هذه المعلومات، فإن الاستعداد لخوض المعركة النيابية يستند إلى قراءة سياسية لنتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التي كشفت عن تراجع حضور «الحزب» في الشارع السني، وميل قسم من الناخبين إلى خيارات بديلة. غير أن تلك الخيارات لم تكن بفعل زعامة جديدة أو شخصية مؤثرة، بل جاءت كردّ فعل على ممارسات داخلية ومستجدات إقليمية.

السنيورة الذي خاض الانتخابات السابقة من خارج العباءة التقليدية للمنطقة، لم يحقق نتائج تُذكر، إذ جاء ترشيحه لمرشح متأخراً ومن دون أي ترتيبات أو تنظيم فعلي. وقد بُنيت الحملة على معطيات نُقلت إليه، فكانت النتيجة مخيبة للآمال. ومع ذلك، يبدو أنه لا يعتبر تلك الجولة خسارة نهائية، بل تجربة أولى يمكن البناء عليها وتجاوز أخطائها.

مصادر مطلعة على التحركات السياسية في المنطقة أكدت لـ «نداء الوطن» أن حركة السنيورة تحظى باهتمام في زمن شحّت فيه المبادرات السنية لتغطية فراغ «الحريرية السياسية»، لكنها مبنية على قراءات خاطئة، وتعوّل على شخصيات تفتقر إلى القاعدة الشعبية. فبعض الأسماء المطروحة لم تنل أكثر من 800 صوت في الانتخابات الأخيرة، أما سنياً، فثمة حاجة لإعادة قراءة المشهد بتأنٍ، بدلًا من التعويل على الانتخابات البلدية كمؤشر للحسم النيابي.

تضيف المصادر أن التحدي لا يكمن في القرار بل في الأدوات، إذ إن الرهان على شخصيات تفتقد الحضور الشعبي والجاذبية السياسية والإنمائية يجعل من أي تحرك مشروعاً نظرياً أكثر منه مبادرة قابلة للصرف الانتخابي. وبالتالي، فإن الحاجة لإعادة تفعيل الحضور السني في المنطقة باتت واضحة وملحّة، إلا أن أي محاولة جدّية يجب أن تنطلق من فهم عميق للتحولات، ورفض الاكتفاء بالوجوه التقليدية المستهلكة.

وفي موازاة تحركات السنيورة، علمت «نداء الوطن» أن النائب نبيل بدر يُبدي اهتماماً متزايداً بالساحة البقاعية، ويسعى إلى فتح ثغرة انتخابية في دائرة بعلبك الهرمل من خلال الدفع بمرشّح سني. وهذا التحرك، شأنه شأن محاولات أخرى، يعكس واقعاً جديداً في الطائفة السنية: مرحلة ما بعد المرجعية الواحدة. حيث يحاول بعض النواب الذين أفرزتهم الانتخابات الأخيرة من خارج الإطار الكلاسيكي السني أن يعلّقوا طموحاتهم القيادية بطرف ثوب طائفة تعاني التشرذم، وتفتقد حتى اللحظة إلى مشروع سياسي جامع.

يبقى أن التحركات الفردية، مهما حسنت النوايا، لا تكفي لبناء حالة سنية متماسكة في منطقة معقدة سياسياً وديموغرافياً كبعلبك الهرمل. أما المراهنة على الأسماء وحدها، من دون بنية تنظيمية وخطاب سياسي حقيقي، فقد تُعيد إنتاج مشهد الانتخابات الماضية، حيث ضاعت الأصوات بين مشاريع غير ناضجة وتحالفات ظرفية.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة