• لبنان
  • الجمعة, أيار 09, 2025
  • اخر تحديث الساعة : 7:29:00 ص
inner-page-banner
الأخبار

الامتحان الأصعب: طلاب لبنان بين ندبات الحرب وضغط المناهج

نوال برّو ـ نداء الوطن

شكلت السنة الدراسية الماضية منعطفاً قاسياً، إذ تزامنت بدايتها مع الحرب المدمرة بين "حزب الله" وإسرائيل. وتحوّل أيلول من شهر العودة إلى مقاعد الدراسة إلى معاناة للنازحين المحرومين من حق تعليم أولادهم. وعلى مدى 66 يوماً، وجد طلاب الجنوب والبقاع والضاحية أنفسهم في خضم فوضى تعليمية بعد لجوء المدارس إلى التعليم عن بعد، وهو ما فاقمته الظروف المعيشية التي حالت دون حصولهم على شبكة الإنترنت، بينما واصل طلاب المناطق الآمنة دراستهم. وأمام هذا الواقع المتباين، اتخذت وزيرة التربية ريما كرامي قراراً قبل أيام بحذف المواد الاختيارية من الامتحانات الرسمية وتقليص بعض الدروس من المناهج الدراسية. إلا أن هذا الإجراء لم يرقَ لطموحات بعض الطلاب الذين اعتبروه غير كافٍ لمواجهة التحديات التي يمرون بها.

في السياق، يأمل رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد في أن يعاد النظر في قرارات كرامي واستبدالها بقرارات تمنح العدالة للطلاب المتضررين. فالطلاب الذين يعيشون في المناطق الآمنة بدأوا الدراسة قبل أولئك بشهرين، وهذا ما يجب أخذه بالاعتبار، وفقا لجواد.

وإلى اليوم، لم تنته معاناة هؤلاء الطلاب، ويضيف جواد أنهم يعانون "من عدم القدرة على الانتظام بالدراسة بشكل شبه يومي بسبب ظروفهم الحياتية والمعيشية التي تسببت بها الحرب. كما أن الخروقات الإسرائيلية التي تحصل كل حين تجبرهم على ترك المدرسة، ما يعني ضياع أيام دراسية".

وعلى الرغم من أن هدف الوزيرة هو رفع مستوى الشهادة إلا أن جواد يرى أنه لا يجوز القيام بذلك على حساب المتضررين من الحرب.

ويبدو أن الطلاب ليسوا في وضع نفسي يسمح بخوض ضغوط إضافية. وتقول المعالجة النفسية تاليا مطر بشارة في هذا الإطار: "في هذه المرحلة العمرية، يكون المراهق في مرحلة تكوين شخصيته، وعندما يضطر لترك منزله أو مدرسته، قد يشعر بضغوط لا تؤثر فقط على نفسيته، بل على تركيزه في المدرسة".

فالطلاب الذين يعيشون في ظروف صعبة، ويتعرضون لضغوط الامتحانات قد يعانون من بعض الأعراض. أبرزها: توتر وقلق دائم، نوبات بكاء، اضطرابات في النوم، تعب جسدي، تغيرات في الشهية، شعور بالاختناق، اكتئاب متفاوت الشدة،  وإرهاق نفسي شديد. وهذه الأعراض ليست كسلاً أو دلالاً"، وفقا لمطر بشارة.

وعن إمكانية اجتياز الامتحانات في هكذا ظروف صعبة، ترى مطر بشارة أن "النجاح ممكن، لكنه ليس سهلاً، بخاصة للطالب المتأثر بفقدان شخص ما، أو أنه يعيش بخوف دائم، ما يصرف تركيزه عن الدراسة".

باختصار، يصمد بعض الطلاب بدعم الأسرة أو المعلمين، بينما ينهار آخرون ويخفون معاناتهم. لذلك، لا بد من تدخل نفسي، ولو بسيط، ليشعر الطالب بالدعم، وفق ما تؤكده مطر بشارة.

وبناء عليه, فإن الوزيرة كرامي "لم تأخذ بالاعتبار العامل النفسي في قراراتها الأخيرة بشأن الامتحانات" على حد تعبير  مطر بشارة، والتي تقول إنه "رغم معاناة الطلاب، اكتفت الوزارة بتعديلات بسيطة في المناهج، متجاهلة أن المشكلة نفسية أيضاً، لا أكاديمية فقط، ذاكرةً أن الطلاب بحاجة إلى دعم نفسي حقيقي، لا تنظيم امتحانات فقط".

وفي سبيل إنقاذ الطلاب، ترى مطر أن على الأهل والمعلمين "التحلي بالصبر، وتجنب اللوم والمقارنات، وتوفير بيئة مريحة، وأن لا يتوقعوا أداءً طبيعياً من طالب يعيش ظروفاً غير طبيعية. كما يجب تشجيعه على التعبير عن مشاعره، ومع أي علامات توتر أو حزن، يجب اللجوء لمختص نفسي".

ختاماً، يبقى التحدي الأكبر أمام وزارة التربية هو إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على جودة شهادة البكالوريا وتقديم الدعم النفسي اللازم للطلاب المتضررين.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة