الأخبار

في البداية سخر ناحوم برنياع من قرار نتنياهو منع مبعوثيْه (رون ديرمر وتساحي هنغبي) من السفر لواشنطن احتجاجا على عدم استخدام واشنطن "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن، وذلك عبر مشهد مُتخيَّل ساخر، يجمع مستشار الأمن القومي (سوليفان)، بالناطق بلسان المجلس (كيربي)، بمساعدة وزير الخارجية (بربارة ليف)، وكيف انفجروا بضحك صاخب عند رؤية بيان نتنياهو. قال سوليفان لكيربي: "لكن لا تنسى أن تقول في الإحاطة للصحافيين أننا أسفنا جدا لسماع ذلك"،  فرد كيربي: "بالتأكيد.. سأخرج منديلا ورقيا كي أجفّف الدموع".

وهنا بعض فقرات من مقاله:

"ماذا قال نتنياهو لنفسه؟ هل إذا أنزل موظفيْن اثنين من الطائرة في مطار بن غوريون ستفزع أمريكا وستستخدم من الآن فصاعدا الفيتو على كل مشروع قرار مناهض لإسرائيل في الأمم المتحدة؟!".

"طلب الرئيس بايدن من نتنياهو إرسال الوفد لنقل رسالة مفادها أن أمريكا تعترض على أي إجراء في رفح من شأنه أن يعرض حياة ورفاهية المليون ونصف المليون نازح الذين وصلوا إلى هناك من شمال القطاع للخطر. وبقدر اهتمامها بالجانب الإنساني، فهي مهتمّة بالصور والشهادات التي ستُبث من هناك. إسرائيل عبء انتخابي في حملة انتخابية صعبة. لا يستطيع بايدن تحمّل المزيد من الصور القاسية، وموجة أخرى من الاحتجاجات. ويهدد الجناح اليساري في حزبه بالتخلي عنه، ومعه الملايين من الناخبين الشباب".

"إذا لم يأت ديرمر وهنغبي، فإن غالانت سيفعل، وهو الذي سيوصل الرسالة. وإذا لم يساعد ذلك أيضا، فسيتم إرسال الرسالة من خلال الأفعال: فرض شروط على استخدام الأسلحة والطائرات الأمريكية؛ وتوسيع العقوبات على المستوطنين؛ وربما أيضا إعلان عن إعادة تقييم العلاقات بين البلدين. إن اعتماد إسرائيل على أمريكا أصبح أكبر من أي وقت مضى. وكما هو الحال في جميع العلاقات الخاصة؛ كل خطوة هي رسالة".

"ليس لقرار مجلس الأمن في حد ذاته أي معنى عملي. وكان الهدف من عدم استخدام "الفيتو" هو إرضاء الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي والتوضيح لنتنياهو أن هناك ثمنا للتمرّد. لم تعد الإدارة تمنح إسرائيل شيكا مفتوحا في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. كل شيء قابل للمراجعة".

يُعد نتنياهو خبيرا كبيرا في السياسة الأمريكية. هذه اسطورة.. هو خبير بأمريكا نهاية القرن الماضي".

"نتنياهو يواجه أمريكا كفتى مدلل مع والديه (..) الإدارة في واشنطن صديق حقيقي، لكنها ليست أبا ولا أمّا. مثلما قال أوباما ذات مرة، حين يتحدث نتنياهو معه لا يكون واضحا له أيهما رئيس الولايات المتحدة. في النهاية حتى العمّ من أمريكا أصابه الملل".

(ياسر الزعاترة)