الأخبار

يقول د. لقاء مكي (باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات):

باستثناء قضية الرسوم الجمركية، فإن كل القضايا الأخرى التي تناولها ترامب تتعلق بمتطقتنا، و كان أبرز ما كشفته:

- حول غزة، كان موجزا، ولم يهاجم حماس بشكل مباشر، لكنه اتهمها ضمنا بتعذيب الرهائن، وبالكراهية، وقارنهم بالنازيين، كما جدد اهتمامه بغزة كمشروع عقاري، وتهجير سكانها واعتبر ذلك وصفة للحرية حسب زعمه، لا يمكن تجاهل هذه الملاحظات، فهي باتت تشكل جوهر فكر ترامب حول غزة ومستقبلها.

- حول إيران، كشف ترامب عن محادثات مباشرة تجري السبت. وهذا التصريح يناقض التصريحات الإيرانية حول اجتماع غير مباشر، لكنه لم يتحدث عن حدود مطالبه بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهل سيكون على أساس الخيار الليبي كما قال نتنياهو، اي بتفكيك البرنامج، أم بتقييده واخضاعه للتفتيش مع السماح باستمرار كمشروع مدني. هذا المعيار مهم جدا لمعرفة مستقبل المفاوضات، وفرص نجاحها، كما أنه لم يشر إلى طرح قضايا البرنامج الصاروخي والتدخلات الإقليمية. وبكل الأحوال فقد استبعد الحرب كخيار فوري، وهذا كان متوقعا بشكل كبير، ولذلك فقد تأجلت مخاطر الحرب لأسابيع و ربما أشهر.

_فيما يتصل بسوريا، لم يبد ترامب رؤية عدوانية أو متشددة، وهذا يفتح الباب أمام فرص انفتاح أمريكي نحو سوريا قد تظهر بوادره في جولة ترامب المقبلة في المنطقة منتصف الشهر المقبل. وكان ملفتا امتداحه للرئيس التركي، وطلبه من نتنياهو التعامل (العقلاني) مع تركيا في سوريا، وهذا يمكن أن يغير من قواعد التكتيكات الإسرائيلية في سوريا، والذهاب إلى التفاهم مع تركيا عبر الولايات المتحدة، وهو عنصر مهم لاستقرار سوريا على المدى القريب.

- اخيرا طريقة استدعاء نتنياهو لزيارة واشنطن، قد تشير إلى محاولة ترامب ترشيد سياسة إسرائيل، وعدم الاستمرار بسياسة إشعال النيران في كل مكان كما يفعل الان.