سلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجنة الدولية للصليب الأحمر -اليوم السبت- الأسير هشام السيد، وهو من فلسطينيي الداخل واحتجز لديها 10 سنوات، بمدينة غزة دون مراسم احتراما ومراعاة لفلسطينيي الداخل، وفق تقارير فلسطينية.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر في كتائب القسام قولها إن "حالات التجنيد الشاذة لفلسطينيي الداخل في صفوف الاحتلال مرفوضة من الكل الفلسطيني"، مشيرة إلى أن "الاحتلال تخلى عن الأسير هشام السيد 10 سنوات لأنه فلسطيني من الداخل مع أنه خدم بصفوفه".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن أحد الرهائن تم تسليمه للصليب الأحمر، دون أن يذكر اسمه، كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن هشام السيد التقى قوات الجيش في القطاع وهو في حالة جيدة.
من الأسير هشام السيد
هشام السيد جندي إسرائيلي وُلد عام 1988 بقرية السيد في منطقة النقب المحتلة، وينحدر من عائلة بدوية في أراضي 48. خدم في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتقول عائلته إنه يعاني من مرض "انفصام الشخصية".
في 20 أبريل/نيسان 2015، عبر السيد السياج الحدودي إلى قطاع غزة، ثم أسرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وعبّرت عائلته عن قلقها من عدم اهتمام إسرائيل بقضيته رغم معاناته الصحية المستمرة.
وفي يوم 22 فبراير/شباط 2025، تم الإفراج عن السيد ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، دون مراسم احتراما لفلسطينيي الداخل، حسب ما قالت المقاومة.
المولد والنشأة
ولد هشام شعبان السيد يوم 15 فبراير/شباط 1988، وترعرع في قرية السيد بمنطقة النقب المحتلة، وينحدر من عائلة بدوية تعيش في أراضي 48. وهو الابن الأكبر بين 8 أبناء.
وقد خدم السيد في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتقول عائلته إنه يعاني من مرض "انفصام الشخصية". ووفقا لتقارير إسرائيلية، تم تشخصيه عام 2010 بأنه يعاني "اضطرابا ذهنيا حادا"، وأظهر التشخيص النهائي عام 2013 أنه يعاني من الفصام.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنه أنهى تعليمه الثانوي، لكنه كان ضعيفا في التحصيل الدراسي ولم يحقق العلامات الكافية لاستكمال تعليمه، فبدأ العمل في البناء مع والده، ثم في ورش الصيانة، وامتنع بعدها عن العمل وبقي في منزله.
أسره
في 20 أبريل/نيسان 2015، تسلل السيد إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الحدودي، وأسرته حركة حماس وهو في الـ29 من عمره.
وقالت عائلته حينها إنها كانت تعتقد أنه مفقود في البداية حتى ظهر في مقطع مصور عبر كاميرات المراقبة وهو يتسلل عبر السياج الفاصل إلى أراضي القطاع.
وقال والده في مقابلة إنه كان في قطاع غزة من قبل "للمساعدة" في استعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط فأمرته الحركة بالعودة، غير أنه عبر السياج الحدودي مرة أخرى فألقي القبض عليه.
وقد ادعت إسرائيل أن السيد لم يكن جنديا في صفوف جيشها، وأنه كان متطوعا في الخدمة العسكرية أشهرا وسرح بعدما تبين أنه "غير ملائم للخدمة" لأسباب صحية ونفسية.
في يونيو/حزيران 2022، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عن تدهور الحالة الصحية للأسير السيد، ونشرت في اليوم التالي مقطعا يظهره وهو ممدد على سرير في حالة إعياء شديدة ويتنفس عبر أنبوب أكسجين.
كما أظهر مقطع الفيديو بطاقات هويته وتتضمن تاريخ ميلاده ورقمه العسكري. وتعقيبا على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت إن حركة حماس تتحمل المسؤولية عن حالة المدنيين الأسرى وأن إسرائيل ستواصل جهود إعادتهم.
وتعليقا على المقطع، قال والده إنه لا يريد إلقاء اللوم على السياسيين الإسرائيليين، وأنه يريد أن يعود ابنه إلى المنزل بسلام.
الإفراج عنه
بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي حربا واسعة على قطاع غزة ردا على عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وبعد أشهر من المفاوضات، تم التوصل في يناير/كانون الثاني 2025 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
في مرحلته الأولى، نص الاتفاق على إطلاق حركة حماس سراح الجنديين الإسرائيليين هشام السيد وأبراهام مانغيستو مقابل الإفراج عن 60 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.
وفي 22 فبراير/شباط 2025، قالت مصادر للجزيرة إن كتائب القسام ستسلم هشام السيد في مدينة غزة "دون مراسم احتراما لفلسطينيي الداخل"، وأن جيش الاحتلال تخلى عن هذا الأسير مدة 10 سنوات لأنه من الداخل رغم أنه خدم في صفوفه.
وقد تم تسليم الأسير السيد إلى الصليب الأحمر الدولي من أجل إعادته إلى إسرائيل. وقال جيش الاحتلال إن "الصليب الأحمر تسلم الأسير هشام السيد شرق مدينة غزة وهو الآن في الطريق إلى نقطة الالتقاء مع قواتنا".
(المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + وكالات)
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..