بيروت حمود ـ الأخبار
أصابت إسرائيل صدمة كبيرة، بسبب قدرة مُسيّرة «صيّاد 107» التي أطلقها حزب الله على الوصول إلى قاعدة تدريب للواء «غولاني» في مدينة “بنيامينا” إلى الجنوب الغربي لمدينة حيفا، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين بينهم ثمانية في حال الخطر. وكان الإرباك هو النتيجة الأولى في صفوف الجنود أنفسهم، تلاه سخط من جانب عائلاتهم. لكن التحدي الأساسي كان في الجانب العملياتي العسكري حيث فشلت منظومات الاعتراض الإسرائيلية، وكذلك منظومات الرصد من كشف المُسيّرة. وأظهرت التحقيقات الأوليّة أن المُسيّرة تمكنت من التملص من الرادارات، قبل إصابة هدفها بدقّة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن مستوطنين يعيشون في منطقة «يوكونعام» جنوبي حيفا أبلغوا الشرطة بملاحظتهم المُسيّرة في الأجواء. ومع ذلك لم تُفَعّل صافرات الإنذار في منطقة الاستهداف. ومن المتوقع أن يلجأ الجيش، بعد استخلاص العبر. ذلك أن قدرة العدو على تحمّل خسائر جسيمة لن تصمد طويلاً مع سقوط أعداد مماثلة من القتلى والجرحى في عمليات شبيهة، خصوصاً أن التقديرات التي نقلها المحلل العسكري في إذاعة الجيش، أمير بار شالوم، تؤكد «امتلاك حزب الله مئات المُسيّرات الأخرى»، مشيراً إلى أن مخاطر الهجوم تعود إلى أنه يدل على امتلاك حزب الله معلومات استخبارية دقيقة.
وفي سياق ذي صلة، اعتبر العميد في الاحتياط، وقائد منظومة الدفاعات الجوية الأسبق، دورون غفيش أنه «ينبغي النظر تجاه تهديد المُسيّرات في سياق المسافة المقطوعة، وكذلك الحرب الحالية»، موضحاً في حديث مع «يديعوت أحرونوت» أن «الرّد على المُسيّرات البعيدة المدى يتألّف من عدّة أجزاء أوّلها المعلومات الاستخبارية المبكرة، ثم طائرات سلاح الجو، والمنظومة الاعتراضية الدفاعية»، مشيراً الى اعتراض مئات المُسيّرات التي أُطلقت سابقاً من العراق وسوريا واليمن. لكنه أقر بأن «هذه المنظومة ليست مثاليةً، والحماية ليست محكمة. ففي بعض الأحيان قد يقع خطأ بشري، أو تكنولوجي أو خلل وظيفي».
وقد أثارت «الكارثة» سخطاً في صفوف أهالي الجنود، ونقل موقع «واينت» حديثاً مع قريبة أحد الجرحى بأن ما حصل «غير معقول، فلو فُعّلت صافرة الإنذار لكان الجنود قد تمكنوا من الاختباء في الملاجئ». وأضافت: «لا أريد أن أقول إن ما حصل كان إخفاقاً، ولكنّ ثمة فشلاً حصل هنا. فماذا يعني أن مُسيّرة واحدة اعتُرضت والثانية اختفت.. ثمة شيء غير صحيح هُنا». وفي المستشفى ذاته، روى قريب ثانٍ لأحد الجنود الجرحى أن «الضربة كانت دقيقة فعلاً باتجاه القاعدة».
وفي السياق، قالت حاغيت أوحيون، التي أصيب نجلها الجندي يرين بجروح طفيفة : «لقد نجا بمعجزة، إذ دخل الجنود إلى غرفة الطعام في نحو 19:15، ومن اللحظة التي جلسوا فيها سُمع دوي انفجار قوي. كانت هناك الكثير من الفوضى، والغبار والدخان والضجيج القوي. مرّت دقيقة حتى استوعب ابني أن طائرة مُسيّرة وصلت، والسبب أنه لم تُطلق صافرة الإنذار. لقد راسلنا عبر هاتفه، وكتب أنه على ما يرام ولكن قال إن هناك قتلى وكثيراً من الجرحى. أنا لا أفهم بعد لماذا لم يجدوا حلاً لهذه المُسيّرات».
أمّا غاليت، وهي مستوطنة من حولون، ووالدة جندي مصاب، فقالت إن «ابني جلس على طاولة ثلاثة من الجنود الذين قُتلوا، وقد بقي هو على قيد الحياة. ببساطة حصلت معجزة له». وبحسبها «المُسيّرة ضربت طاولتهم مباشرة، في منتصف غرفة الطعام. قام ابني ليساعد أحد رفاقه المصابين، وفجأة اكتشف أنه هو نفسه مصاب ورأسه ينزف دماً. لقد وصلوا لتناول طعامهم متأخرين بعد يومٍ مضن. ما هذه الكارثة التي حلّت بغرفة الطعام؟». ولفتت إلى أن «يدي وبطن ولدها مليئة بالشظايا»، وختمت «إنه لا يتحدث كثيراً فقد رأى أموراً صعبة. وآمل أن ينجح في أن يتخطى ذلك على المستوى النفسي».
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..