• لبنان
  • الأربعاء, تشرين الأول 16, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 3:29:13 ص
inner-page-banner
الأخبار

كاتب أمريكي يدعو لإنشاء دولة مسيحية بعد إضعاف حزب الله

في مقال أوردته مجلة «نيوزيوك» الأميركية، يطلب الكاتب دان بيري، وهو محرر شؤون الشرق الأوسط السابق في وكالة «أسوشييتد برس»، من القارئ أن يتخيل دبلوماسيَين في غرفة ينبعث منها الدخان في زمن الحرب في لندن وباريس، يتفحصان خريطة الإمبراطورية العثمانية، في إشارة إلى مارك سايكس، الذي كان يمثل آنذاك بريطانيا، وفرنسوا جورج بيكو. وعلى الرغم من أنّ الرجلين لم يكونا، على حدّ تعبيره، رسامي خرائط مشهورَين أو من الخبراء الكبار في شؤون الشرق الأوسط، فقد نتجت من اجتماعها خريطة سرية وقعاها في عام 1916، وأفضت، جنباً إلى جنب بعض الاتفاقيات اللاحقة، إلى خريطة «غير مُساعدة» للشرق الأوسط الذي نعرفه اليوم.

ويرى بيري أن جذور الاضطرابات الداخلية المستمرة - والتي يرى أنّ لبنان يعاني منها - تعود إلى الحدود المصطنعة التي رسمتها اتفاقيات غربية مثل «سايكس بيكو» للشرق الأوسط، والتي «لم تراعِ» الفروقات الدينية أو الإثنية في المنطقة، مستشهداً بالحروب في العراق وسوريا وغيرها من البلدان. ويردف التقرير أنّه أتيح للموارنة، «وهم مجموعة عرقية دينية مسيحية قديمة، لها جذور في المجتمعات الفينيقية والهيلينية في بلاد الشام»، الفرصة لوضع الأساس لدولة صغيرة يمكن التحكم فيها في منطقة جبل لبنان. على أنّ «قيادتهم»، مدفوعة برؤية حول «لبنان الكبير»، سعت إلى توسيع حدود «تلك الدولة»، لتشمل سهل البقاع وطرابلس والمناطق الساحلية الجنوبية، ما أجبرهم على «استيعاب» المناطق ذات الغالبية المسلمة في الدولة الجديدة، بـ»جشع وغباء».

وبعدما كان «الأمل» يكمن في أنّ ثروة الموارنة وتعليمهم وعلاقاتهم بأوروبا ستسمح لهم بالحفاظ على سيطرتهم على بلد أكبر وأكثر تنوعاً، فقد ساهموا، بدلاً من ذلك، في زرع بذور انهيار لبنان وتحوله إلى «دولة فاشلة» بشكل خطير.

ويردف التقرير أنّه حالياً، قد تكون أمام اللبنانيين فرصة لـ»استعادة البلاد»، بعد «إضعاف حزب الله»، والمضي قدماً في مطالبة «الغرب والعالم العربي بتقديم المساعدة المطلوبة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي». ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى حدّ القول إنّه في حال فشلت المساعي الدبلوماسية، فإنّ الوقت قد حان، على الأرجح، لإجراء «إعادة تفكير شاملة»، وإنّ على المسيحيين في لبنان أن يأخذوا في الاعتبار أنّ تجربة «البلد متعدد الأعراق»، والذي أصبح حالياً ذا غالبية مسلمة، قد تكون «قابلة للعكس».

ويردف الكاتب: «لو كنت لبنانياً مسيحياً، كنت لأفكر في تصحيح خطأ القرن الماضي، ومحاولة إنشاء دولة مسيحية حول بيروت، بما في ذلك أجزاء من جبل لبنان ومدن ساحلية مثل جونية وجبيل». وقد تعمل «الدولة» المشار إليها، في البداية، كجزء من كونفدرالية، قبل أن تتطلّع، لاحقاً، إلى «الاستقلال»، فيما ستندمج المناطق غير المسيحية، في نهاية المطاف، مع «سوريا ما بعد الحرب»، أو دولة مستقبلية متعددة الأعراق في المنطقة. وعليه، ستصبح بيروت، طبقاً لطموحات هؤلاء، مركزاً لـ»لبنان المسالم الأصغر»، ذات تجانس عرقي أكبر، ولا تكون مضطرة لقتال إسرائيل، وتستعيد ثقافتها شبه الأوروبية، «وتتحرر من الهراء الجهادي».

(المصدر: صحيفة الأخبار)

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة