الأخبار

بوابة صيدا

"إسرائيل تسقط في الهاوية" عنوان مقال لأشهر روائيي "الكيان"؛ ديفيد غروسمان، نشره في "نيويورك تايمز" قبل 3 أيام، ومما ورد فيه:

"مع انحسار صباح السابع من أكتوبر (..) كان لدى الإسرائيليين لمحة قاسية وملموسة عما يمكن أن يحدث إذا تعرّضت بلادهم، ليس فقط لضربة عقابية، بل لم تعد موجودة بالفعل".

"لقد تحدثت مع اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل والذين قالوا إنهم شعروا بالضعف الروحي والجسدي خلال تلك الساعات. ولكن أكثر من ذلك.. لقد تم أخذ شيء من قوة حياتهم إلى الأبد. حتى أن البعض فوجئوا بمدى حاجتهم إلى وجود إسرائيل كفكرة وكحقيقة ملموسة".

"صاغ عالم الكابالا (معتقدات روحية يهودية قديمة) الشهير غيرشوم شوليم مقولة: "كل الدّم يتدفّق إلى الجرح". بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على المذبحة، هذا ما تشعر به إسرائيل. إن الخوف، والصدمة، والغضب، والحزن، والإذلال، والانتقام، والطاقات العقلية لأمة بأكملها.. كل ذلك لم يتوقف عن التدفّق إلى ذلك الجرح، وإلى الهاوية التي مازلنا نسقط فيها".

"في الوقت الحاضر، أخشى أن تكون إسرائيل حِصْنا أكثر من كونها وطنا. إنه لا يوفر الأمن ولا الراحة، ويراود جيراني الكثير من الشكوك والمطالب بشأن غرفه وجدرانه، وفي بعض الحالات، حول ذات وجوده. في ذلك السبت الأسود الفظيع، تبين أن إسرائيل ليست فقط بعيدة عن أن تكون وطنا بكل معنى الكلمة، بل إنها لا تعرف حتى كيف تكون حِصْنا حقيقيا".

"إن اليأس العميق الذي يشعر به أغلب الإسرائيليين بعد المذبحة قد يكون نتيجة للحالة اليهودية التي وجدنا أنفسنا فيها مرة أخرى. إنها حالة أمّة مضطهدة وغير محمية. إنها أمّة، على الرغم من إنجازاتها الهائلة في العديد من المجالات، لا تزال، في أعماقها، أمّة من اللاجئين، يخيّم عليها احتمال الاقتلاع من جذورها حتى بعد ما يقرب من 76 عاما من السيادة. واليوم أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أنه سيتعيّن علينا دائما أن نحرس هذا المنزل الهشّ القابل للاختراق. وما تم توضيحه أيضا هو مدى عمق كراهية هذه الأمّة".

"لقد برزت إلى السطح ظاهرة مخزية أخرى نتيجة للحرب: إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتم المطالبة بإزالتها بشكل علني".

"من المثير للاشمئزاز أن نعتقد أن هذه الكراهية القاتلة موجّهة فقط إلى شعب كان في الواقع على وشك القضاء عليه قبل أقل من قرن من الزمان (يقصد الهولوكست)".

"لعل الاعتراف بأن هذه الحرب لا يمكن كسبها، وعلاوة على ذلك، أننا لا نستطيع إدامة الاحتلال إلى أجل غير مسمى، سوف يجبر كلا الجانبين على قبول حل الدولتين".  

(نقلا عن ياسر الزعاترة)