• لبنان
  • الجمعة, تشرين الثاني 22, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 10:23:57 م
inner-page-banner
الأخبار

كيف تُدار المعارك البرّية على محاور الحافة الأمامية؟

كتبت صحيفة "الأخبار" تقول:

يواصل جيش العدو محاولات التوغّل في المنطقة الحدودية. لكن تكتيكاته العسكرية جاءت بشكل مختلف هذه المرة، إذ يبدو أنه تعلّم دروس حرب تموز 2006، فلم يدفع بقوّاته المدرّعة والمؤللة بكثافة الى داخل القرى والبلدات الحدودية، تجنّباً لتعرّضها للنيران المضادة للدروع، مع علمه بتطوّر هذه القدرات لدى المقاومة. لذلك، عمد العدو الى إرسال مجموعات صغيرة من الجنود من قوات النخبة المدرّبين على هذا النوع من القتال، مع عدد قليل جداً من الآليات والمدرّعات، وبدعم استخباري وجوي ومدفعي كبير. لكن تكتيكات العدو لم تسعفه في تحقيق أي إنجاز، لأن ما لا يقدر على تغييره، هو الطبيعة الجغرافية للمنطقة ومرتفعاتها الحاكمة والممرات الالزامية، حيث يواجه مزيداً من الشراك والكمائن والمقاتلين. وقد اعترف جيش العدو رسميا بمقتل وإصابة اكثر من 250 من ضباطه وجنوده حتى الان. 

في الايام الأولى للعملية البرّية، دشّن العدو محوراً رئيسياً لمحاولة التقدم، عبر العديسة و كفركلا، حيث توغّلت قواته وتعرّضت لعدة كمائن أعدّتها المقاومة، أبرزها في خلّة المحافر حيث تم تفجير عبوات مزروعة مسبقاً، كما أُطلق المقاومون صواريخ مضادة للدروع وقذائف مختلفة، قبل حصول الالتحام المباشر بالأسلحة الفردية من مسافات قريبة جداً. ونشرت «القناة 12» العبرية، أمس، تقريرا جاء فيه أن «التحقيق الذي أجرته الفرقة 98 بعد المعركة الصعبة التي خاضتها وحدة إيغوز، توصّل إلى أن عناصر حزب الله لديهم ذخيرة كلاشنيكوف عالية الفتك، أي مقذوفات خارقة للدروع الخزفية».

وبعد يومين من التصدّي المستمرّ لقوات العدو التي ظلّت تحاول التقدم في هذا المحور، انسحبت القوات الإسرائيلية وعادت الى التموضع عند القشرة الحدودية، وتوقّفت عن محاولات التوغّل الى العديسة وكفركلا، خصوصاً بعد تعرّضها لكمين آخر قرب مبنى بلدية العديسة، وتعرّض جنودها لانفجارات كبيرة. علما أن العدو يمكنه الإشراف على بلدة العديسة من مسكافعام. وقد بات واضحا ان هدفه الفعلي هو السيطرة على مرتفع تلّة العويضة المقابل لمسكافعام، بين البلدتين، وهي مرتفع هام جداً للعدو يؤمن له إشرافاً أوسع بالمراقبة والنار على المنطقة المحيطة، ولا يمكن الاستغناء عنه في حال قرّر توسيع عمليته وتعميق التوغّل. وحتى مساء أمس، لم يكن العدو قد تمكّن من الوصول الى تلة العويضة، بل لم يحاول الوصول، خصوصاً بعد تعرّضه للنيران الكثيفة والمستمرّة في الأمتار الأولى بعد الخط الأزرق في الأراضي اللبنانية.

بعد ذلك، انتقل جيش العدو الى محاولة التوغّل في محور مارون الراس ويارون، وهو محور تقدّم تقليدي لا بدّ من سلوكه للسيطرة على مرتفع مارون الراس، قبل التمدّد باتجاه جبل الباط المتّصل بمارون، للاشراف على قرى وبلدات في قضاء بنت جبيل. والجميع يذكر المواجهات البطولية التي خاضها المقاومون في مارون الراس، خلال حرب تموز 2006. واليوم أيضاً، حاول العدو السيطرة على المرتفع، فناورت قواته في منطقة بين البلدتين. إذ أدخل أولاً قوة الى يارون تعرضت لنيران كثيفة من المقاومة، قبل ان تنسحب بعد التقاط الصور ومقاطع الفيديو وتدمير مسجد في البلدة، الذي يبعد عن الخط الأزرق مئات الأمتار. أما في مارون، فلم يكن الدخول إليها يسيراً، حيث تعرّضت قوات العدو لنيران المقاومة، قبل دخولها الى البلدة أصلاً. وجرى تدمير دبابات ميركافا عند الخط الحدودي، ما دفع العدو الى التوغّل من نقطة غير مرئية، والالتفاف سريعاً حول موقع للقوات الدولية، وإدخال دبابتين وجرافة الى داخل الموقع هرباً من نيران المقاومة. ثم أدخل سريعاً جرافة الى حديقة مارون، وعدداً قليلاً من الجنود، وعمد الى تصوير مقطع فيديو يرفع فيه العلم الإسرائيلي، على ركام الحديقة التي قصفها طول سنة كاملة بالغارات وقذائف المدفعية. ثم أعاد سحب آلياته الى نقطة ملاصقة للخط الأزرق، لحجبها عن نيران المقاومة المباشرة، لكنها لا تزال تتعرّض للقصف بالصواريخ والقذائف من قبل المقاومين.(١/٢)

وفي مرحلة لاحقة، انتقل العدو الى محاولة إحداث اختراقات في خط دفاع المقاومة في القطاع الغربي. فحاول التوغل في محاذاة بلدة رامية، حيث تعرّض لنيران مكثّفة، حتى قبل أن يبدأ التوغّل. ثم بدا أنه أحجم عن الفكرة، وبدأ محاولة أخرى للتوغّل في منطقة اللبّونة بين الناقورة وعلما الشعب. وهناك أيضاً، لم تسلم قواته من نيران المقاومة. علماً أنه سيكون مضطراً للدخول الى هذه المنطقة والسيطرة عليها ولو بالنار، في حال أراد التقدم أكثر أو استقرار قواته، لما فيها من كثافة حرجية تشكّل خطراً على قواته. لكن، حتى مساء أمس، ظلت قواته تتعرض لنيران كثيفة، فأرسل قوات اضافية باتجاه نقطة المشيرفة، وعالجها المقاومون بصواريخ مضادة للدروع وصليات صاروخية وقذائف مدفعية ما أجبرها على الانسحاب.

أمس، وبعد أيام من القصف المدفعي المستمرّ، وشن 60 غارة خلال يومين، حاول العدو التوغّل في بلدات ميس الجبل وبليدا ومحيبيب. ولدى وصوله الى نقطة آبار شعيب في بليدا، تعرّض لتفجير عبوات وإطلاق نار، فانسحب. ثم جرب التوغل في ميس الجبل من اتجاه كروم المراح، وتعرّض لنيران مدفعية المقاومة. كذلك، حاول التقدّم من اتجاه سهل طوفا، بين ميس الجبل ومحيبيب، وهناك تعرّض لنيران صاروخية ومدفعية مكثّفة بمئات الصواريخ والقذائف. ومن الواضح أن العدو يهدف من خلال التوغّل في هذا المحور، الى السيطرة على مرتفع محيبيب الذي يمنحه إشرافاً وسيطرة على المنطقة المحيطة. وهو أيضاً هدف تقليدي لقواته. لكن حتى مساء أمس، لم تكن قوات العدو قد تمكّنت بعد من الاقتراب من تلة محيبيب، نتيجة نيران المقاومة التي لم تتوقّف.

(المصدر: صحيفة الأخبار)

 

ــــــــــــــــــــــــــــ

يمكنكم متابعة صفحة "وفيات صيدا" على "الواتساب"

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة