د.لقاء مكي (باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات)
قرأت بيان خامنئي بإمعان، ولم أجد حرفا واحدا يشير إلى احتمال تدخل إيراني لانقاذ ماتبقى من قوة المحور، غير هذه الكلمات عديمة الجدوى، كثيرة الضرر.
كلمات خامنئي لا تخيف إسرائيل وتطمئن أمريكا، وتبلغ الأتباع أن كل منهم يتوجب أن ينجو بنفسه ويحارب لوحده، أو يهادن إن شاء، وهي طبعا تريد بالكلمات والإشادة ابقاء خطوط رجعة مع جمهورها في المنطقة، تحضيرا لجولة مقبلة مختلفة من الأدوار والمهام .
بعد بيان خامنئي تأكدت أن الرئيس بزكشيان لم يكن يقدح من ذهنه، حينما رفع (غصن الزيتون) للغرب فيما أتباع المحور الإيراني يقتلون، وحينما دعا (المسلمين) لنصرة حزب الله، وهو ذات ما فعله خامنئي في بيانه، كأن إيران تريد رمي عبء هذا الميراث عن كاهلها ليحمله (المسلمون)، أو كأن هذا الميراث كله لم يكن إيرانيا طائفيا خالصا منذ البداية وكارثة على المسلمين في المنطقة.
لن يعرف أحد ما إن كان موقف خامنئي مجرد اعتراف بالأمر الواقع، أو جزء من اتفاق مسبق مع الولايات المتحدة للوصول إلى هذه النتيجة، علما أن الاحتمال الأخير ممكن جدا قياسا لتاريخ المرشد الأعلى، وسياسته البراغماتية، ولا ننسى أنه كان رئيسا للجمهورية ومسؤولا عن صفقة الأسلحة الإسرائيلية لإيران في الثمانينات، بمعنى أنها لن تكون المرة الأولى التي يتواصل فيها ويتخادم مع (عدوه) المعلن.
عموما بيان خامنئي جاء بعد اجتماعه أمس مع مجلس الأمن القومي، وواضح ما خلصوا له، لا تدخل، ولا تورط في حرب لصالح أحد، ليلقى كل مصيره، وليس لهم منا لهم غير الدعوات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان خامنئي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مقتل الشعب اللبناني كشف مرة أخرى للجميع عن شراسة الكلب الصهيوني المسعور، وأثبت غباء قادة الكيان الغاصب.
إن العصابة الإرهابية التي تحكم الكيان الصهيوني لم تتعلم من حربها الإجرامية التي استمرت لمدة عام في غزة، ولم تفهم أن القتل الجماعي للنساء والأطفال والمدنيين لا يمكن أن يؤثر على البناء القوي لمنظمة المقاومة. والآن يمارسون نفس السياسة الحمقاء في لبنان.
على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم أصغر من أن يلحقوا ضرراً كبيراً بالبنية القوية لحزب الله في لبنان. كل قوى المقاومة في المنطقة مع حزب الله وتدعمه. مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله.
الشعب اللبناني لم ينس أنه في يوم من الأيام كان جنود الكيان الغاصب يضعون بيروت تحت أقدامهم. حزب الله هو الذي قطع ساقهم وجعل لبنان عزيزا . لبنان ستجعل المعتدي والعدو الخبيث يندم على ما فعله.
ومن الواجب على جميع المسلمين أن يقفوا بفخر مع شعب لبنان وحزب الله بمواردهم وأن يساعدوه في مواجهة الكيان الغاصب والقاسي والشرير.
السلام على عباد الله الصالحين
السيد علي الخامنئي
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..