زينة طبَّارة ـ الأنباء الكويتية
قال السفير السابق في واشنطن د ..رياض طبارة في حديث إلى «الأنباء» إن «كلام بعض المحللين العسكريين والمدنيين عن حرب إقليمية طاحنة تلوح في ثنايا الساعات والأيام، مبالغ به إلى حد كبير، ولا يرتكز أساسا إلى أي من الوقائع والحقائق الدامغة».
وتابع: «إرادة دول القرار وفي طليعتها الولايات المتحدة، إضافة إلى اللاعبين الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران، تتعارض جملة وتفصيلا مع إرادة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتيناهو، الذي يسعى بكل ما يختزنه من ملعنة وقلة منطق إلى استدراج أميركا ومن خلفها بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى حرب حاسمة ضد إيران تنهي دورها وبالتالي ساحاتها في المنطقة العربية لاسيما في الجوار الإسرائيلي».
وأضاف طبارة: «أولوية نتنياهو ليس تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، ولا عودة سكان الشمال إلى مستوطناتهم، إنما هي ضمان مستقبله السياسي من خلال حرب كبيرة يعتقد واهماً أنها ستنتهي لصالح إسرائيل، وتعيد ثقة الداخل الإسرائيلي به، وذلك عبر إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أي تكرار مشهدية العام 2003 حيث نجحت إسرائيل في سحب الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حرب ضد العراق، انما هذه المرة ضد إيران وساحاتها في المنطقة، وهذا الجحر الذي لن تلدغ منه الولايات المتحدة مرتين، ولن تنجر بالتالي إلى إدخال المنطقة العربية والشرق أوسطية في نفق من الصراعات الدائمة».
وأكد طبارة ردا على سؤال، أن وجود حاملة الطائرات ابراهام لينكولن وعدد من المدمرات الأميركية في المنطقة وتحديدا في البحر المتوسط، لا يعبر إطلاقا عن جهوزية الجيش الأميركي لخوض الحرب إلى جانب إسرائيل، لا بل على العكس قد تكون رسالة رادعة تجبر القوى الإقليمية على التفكير مرتين وأكثر بما يمنع اندلاع حرب تدخل المنطقة والعالم في المجهول، فالأميركي يريد فعلا حماية إسرائيل، لكنه يرفض في المقابل وفي موقف حاسم وقاطع أي مجازفة تدفع بالشرق الأوسط إلى فم التنين، لأنه ما من عاقل يقتنع بأت الحرب إن اندلعت، ستنتهي بانتصار فريق على فريق، ناهيك عن أن التواجد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط ليس جديدا، انما هو قائم منذ عشرات السنين عبر قواعد عسكرية ثابتة في عدد من الدول».
وعليه رأى طبارة انه «مهما بلغ التصعيد حماوة فالحرب الشاملة لن تشهد لحظة اندلاعها، وستبقى بالتالي محاولات نتنياهو لاستدراج الجيش الأميركي إلى مواجهة عسكرية مع إيران، عقيمة وغير قابلة للصرف على أرض الواقع، الأمر الذي أكد على شيء في ظل غياب الحلول، فهو دخول غزة وجنوب لبنان في ستاتيكو عسكري ضمن قواعد الاشتباك المرسومة أميركيا، (ضربني صاروخ بضرب صاروخ)، علما أن ما نشهده أحيانا من تصعيد إسرائيلي عبر استهداف مناطق لبنانية بعيدة عن الميدان وآخره البقاع الشمالي، او تكثيف الغارات على قربى وبلدات الجنوب، لا يتجاوز عتبة التفاوض المسبق، إضافة إلى توجيه الرسائل لكل من إيران وحزب الله بأن الرد على الرد سيكون موجعا».
وختم طبارة مؤكدا انه «مهما طال أمد الستاتيكو العسكري، سينتهي لا محال على طاولة المفاوضات التي سيخرج منها الجميع متساويين بالنتائج وفقا لمعادلة لا غالب ولا مغلوب، وبتعبير أدق: ما حدا ربح بس ما حدا خسر».
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..