بوابة صيدا
أدهم ابو سلمية
كُنت الليلة بصحبة مُفكر سياسي وتاريخي رائع، تحدثنا مطولاً عن مختلف القضايا المتعلقة بالمرحلة الراهنة ومستقبل القضية الفلسطينية، ومآلات معركة طوفان الأقصى..
وبعد أخذ ورد، ونقاش ممتع ومفيد، سألت الرجل: ما أكثر شيء استوقفك في هذه المعركة؟!
رد الرجل: يحيى السنوار
وأكمل:" يحيى أخبرنا عن كل شيء يُفكر به، ويُخطط له قبل العملية بسنوات وشهور، لكن تصوراتنا كانت على الدوام تدور حول فكرة الدفاع وليس الهجوم، هذه أول مرة نجد أنفسنا كعرب في آخر 100 عام على الأقل في حالة هجوم حقيقي ذو بُعد استراتيجي وليس تكتيكي، هذا الرجل كسر الكثير من حواجز الخوف المُصطنعة، وقدم الجانب الاستراتيجي على التكتيكي لذلك زاوية النظر التي يُفكر من خلالها الآن تختلف عن الزاوية التي نُفكر نحن منها، ولهذا لم استغرب من رسالته المسربة حين قال أن "كتائب القسام ماضية في عملية تهشيم الجيش الصهيوني" هذا المصطلح يكفي لفهم العمق الذي يُفكر به الرجل".....
ثم سألني؛ برأيك أين السر؟
قلت له:" أظن أن السر يكمن في "السجن"، دخله السنوار وخرج منه والواقع الفلسطيني كما هو لم يتغير، انتفاضتين ومفاوضات سلام، واتفاقيات دولية وإقليمية والنتيجة "صفر كبير" لا الأقصى تحرر، ولا الأسرى تحرروا، والمستوطنات تضاعفت في الضفة مع المستوطنين، وغزة تحت حصار من القهر والتجويع والعدوان المستمر..
لقد شكلت الطريقة التي خرج فيها السنوار وإخوانه من "السجن" نُقطة إلهام لهذه المعركة في تقديري، فالطبيعي أن يخرج الرجل من السجن ميتاً بسبب الأحكام القاسية بحقه، لكنه خرج "بالمقاومة" والضغط على "اسرائيل" وإخضاعها وأجهزتها الأمنية لإرادة المقاومة، ما يعني أن هذا العدو لا يفهم إلا هذه اللغة لتحقيق أي مُنجزات لشعبنا، خرج السنوار فوجد أن نواة المقاومة قوية راسخة، وأن من سبقوه أحسنوا الإعداد، وأن المطلوب مزيداً من الجهوزية والتخطيط، وقوة استثنائية في اتخاذ قرار ذو بعد "استراتيجي" مع تحمل تبعات الخسائر التكتيكية المرحلية.
كان هذا جزء من النقاش، نقلته لكم بتصرف..
بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..