• لبنان
  • الأحد, أيلول 08, 2024
  • اخر تحديث الساعة : 5:30:24 ص
inner-page-banner
الأخبار

“هل أنت من أنصار حماس؟”.. “إف بي آي” يوقف مؤرخا إسرائيليا بمطار أمريكي ويحقق معه ويحتجز هاتفه!

(جمال الدين طالب ـ القدس العربي)

كشف المؤرخ الإسرائيلي، البروفيسور إيلان بابيه، المناصر للقضية الفلسطينية، عن تعرضه للإيقاف من قبل عميلين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي)، الاثنين الماضي، في مطار ديترويت، وأنهما حققا معه لمدة ساعتين وصادرا هاتفه، ونسخا ما فيه من محتويات!

وكتب بابيه على حسابه في “فيسبوك”: “هل تعلمون أن أساتذة التاريخ الذين يبلغون من العمر 70 عاماً يهددون الأمن القومي الأمريكي؟”. وأضاف: “وصلت يوم الاثنين إلى مطار ديترويت، وتم أخذي للتحقيق لمدة ساعتين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما تم أخذ هاتفي أيضا”.

وأكد: “يجب أن أقول إن فريق الرجلين لم يكن مسيئا أو فظا، لكن أسئلتهم كانت خارجة عن العالم حقا! هل أنا من أنصار حماس؟ هل أعتبر التصرفات الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية؟ ما هو حل “الصراع” (بجد هذا ما سألوه!).. ومن هم أصدقائي العرب والمسلمون في أمريكا؟ منذ متى أعرفهم؟ وما نوع العلاقة التي تربطني بهم؟”.

وأشار بابيه إلى أنه “في بعض الإجابات أحلتهما على كتبي، وفي حالات أخرى، أجبت عليها بإيجاز بنعم أو لا… (لقد كنت مرهقا جدا بعد رحلة طيران مدتها 8 ساعات، لكن هذا جزء من الفكرة)”.

وذكر أن العميلين “أجريا محادثة هاتفية طويلة مع شخص ما”، وتساءل “إذا ما كانت من المكالمة مع الإسرائيليين؟”.

ولفت إلى أنه “بعد نسخ كل شيء على هاتفي، سُمح لي بالدخول”.

وأضاف: “أعلم أن العديد منكم مروا بتجربة أسوأ بكثير، ولكن بعد أن منعت فرنسا وألمانيا دخول رئيس جامعة غلاسكو لكونه فلسطينيا… الله وحده يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك”. ويشير هنا بابيه إلى الجراح الفلسطيني- البريطاني غسّان أبو ستة.

وختم الكاتب منشوره بالقول إن “الخبر السار هو أن مثل هذه التصرفات التي اتخذتها الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تحت ضغط من اللوبي المؤيد لإسرائيل أو إسرائيل نفسها تفوح منها رائحة الذعر الشديد واليأس كرد فعل على أن إسرائيل ستصبح في وقت قريب جدا دولة منبوذة مع كل الآثار المترتبة على مثل هذا الوضع”.

واللافت أن ما حدث للمؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية، تزامن مع صدور كتابه الجديد قبل أيام، بعنوان “الضغط لصالح إسرائيل في ضفتي الأطلسي”.

وبرز إيلان بابيه بتصريحات قوية في الأشهر الماضية، وأكد على “بداية نهاية المشروع الصهيوني رغم مأساوية الوضع في غزة”. وقد زاد التهجم عليه بعد اعتباره هجمات “حماس” في 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل، وتشديده على أن “حماس حركة نضالية تحررية، وليست حركة إرهابية”.

وكلام بابيه له ما له من دلالة، سواء كمؤرخ عارف ومطلع، أو على المستوى الشخصي كإسرائيلي من عائلة يهودية فرّت إلى فلسطين من الاضطهاد النازي في ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي، وحارب حتى في الجيش الإسرائيلي في حرب 1973، قبل أن يكتشف حقيقة المشروع الصهيوني، خلال دراسته للتاريخ بجامعة أوكسفورد البريطانية، حيث حصل على الدكتوراه، ويتحول إلى أشد المنتقدين للاحتلال الإسرائيلي، ويؤلف عددا من الكتب الهامة، من أبرزها “التطهير العرقي لفلسطين”، و”بيروقراطية الشر: تاريخ الاحتلال الإسرائيلي”، و”فكرة إسرائيل: تاريخ السلطة والمعرفة”، و”غزة في أزمة: تأملات في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين” (في 2010)، بالاشتراك مع نعوم تشومسكي.

وكان بابيه أكد أن إسرائيل ليست مجرد دولة.. إسرائيل مشروع استعماري استيطاني. وقال مؤخرا في تصريح لقناة الجزيرة الإنجليزية: “أعتقد أننا نشهد بداية النهاية لهذا المشروع الصهيوني”.

وصرح أنه “عندما تصل مشاريع مثل الاستعمار الاستيطاني إلى مرحلتها الأخيرة، فلسوء الحظ، يمكن أن يأخذ الأمر فترة طويلة جدا، وأن ذلك لا يحدث في يوم واحد أو يومين. والمشكلة بالطبع هي أنها تصبح أكثر وحشية وقسوة”.

إسرائيل ليست مجرد دولة، إنما مشروع استعماري استيطاني.. وأعتقد أننا نشهد بداية النهاية لهذا المشروع الصهيوني

وبرغم ما تعرض له بابيه من تهجم وشيطنة وحتى تهديدات بالقتل في إسرائيل، واضطراره لترك جامعة حيفا (ولد فيها عام 1954)، والانتقال للعمل في جامعة إكستر البريطانية، حيث قام بتأسيس مركز الدراسات الفلسطينية.

واستمر بابيه بقناعة والتزام لافت في عمله الأكاديمي الموثق، وحضوره الإعلامي الفاضح لإسرائيل والصهيونية. واشتهر بمقولته المعبرة أن “أغلب الصهاينة لا يؤمنون بوجود الله، لكنهم يؤمنون أنه وعدهم أرض فلسطين”! كما أكد مرارا على ضرورة التفريق بين الصهيونية كأيديولوجية واليهودية كدين، وأن هناك “يهودا معادون للصهيونية، بينما هناك صهاينة غير يهود، مثل الصهاينة المسيحيين، وحتى هناك صهاينة عرب!”.

بوابة صيدا

الكاتب

بوابة صيدا موقع إخباري متنوع ينطلق من مدينة صيدا ـ جنوب لبنان، ليغطي مساحة الوطن، والأمة العربية، والعالمين الإسلامي والغربي.. يقدم موقع (www.saidagate.com) خدمة إخبارية متنوعة تشمل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والإسلامية، والمقالات المتنوعة.. تقوم سياسة الموقع على الحيادية، والرأي والرأي الآخر، يستقي الموقع أخباره، من تغطيته للأحداث، ومن وكالات الأنباء العربية والعالمية..

مدونات ذات صلة