مقالات

بديعة النعيمي ـ بوابة صيدا

يتأثر النهج الإعلامي بالسياسة الرسمية في دولة الاحتلال. ويتوضح انحياز هذا الإعلام علانية إلى المؤسستين العسكرية والسياسية بالذات في حالات الحرب.

حيث يحاول تعميم ملامح شخصية الآخر (الفلسطيني) بشكل يخدم سياسة هاتين المؤسستين في دولة الاحتلال.

ومن المعروف أيضا أن الجمهور في هذه الدولة يتغذى من الإعلام والصحف، ما يصنع أزمة ثقة بالفلسطيني. فكيف وإن كان هذا الفلسطيني هو حركة حماس.

فبعد وسمها بالإرهاب نجدها اليوم تتهمها باللصوص الذين يسرقون قوت شعبهم، حين روج هذا الإعلام في الأيام الأخيرة بأن حماس استولت على أول شحنة مساعدات دخلت غزة عبر معبر "إيريز" الذي أعيد فتحه.

وقد اتهم "ماثيو ميلر" المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية حماس زورا وبهتانا بأنها اعترضت المساعدات بعد تفريقها من قبل الجيش الأردني، وقبل وصولها إلى مسؤولي المساعدات الإنسانية نهاية نيسان، لتوزيعها داخل القطاع. كما اتهمها بتحويل تلك المساعدات لاستخدامها الخاص.

غير أن الحقيقة لا بد أن تنجلي فها هو "بلينكن" يدين الاستهداف غير المقبول لقافلة المساعدات الأردنية من قبل محتجين "إسرائيليين" يحاولون منع دخولها إلى غزة، بعد أن أظهرت مقاطع فيديو تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي قطعان المستوطنين وهم يلقون أكياس الطحين على الأرض.

كما أن وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أن قافلة المساعدات التي تقدمها المملكة، تعرضت للهجوم من قبل "مستوطنين إسرائيليين" خلال توجهها إلى معبر "إيريز" .

وهي ليست المرة الأولى على اعتراض المستوطنين مساعدات متوجهة إلى غزة.

فمعبر كرم أبو سالم يشهد على مثل هذه الحادثة.

كما قامت منظمة "تساق ٩" اليمينية المتطرفة بتنظيم مظاهرة عند معبر اللنبي لمنع مرور قافلة المساعدات إلى غزة.

وهي أيضا ليست المرة الأولى التي يتهم الإعلام العبري حماس بسرقة المساعدات. فقد ادعت في بداية الحرب على غزة بأن مسلحين من حركة حماس سرقوا شاحنات تحمل مساعدات إنسانية قادمة من مصر. غير أن دبلوماسي أمريكي كان من ضمن من شاركوا آنذاك بتوصيل المساعدات، نفى تلك المزاعم قائلاً "انه لم يقدم أي مسؤول "إسرائيلي" له أو لإدارة بايدن أدله محددة على تحويل أو سرقة المساعدات".

وهنا يحضرني بيت من الشعر للشاعر أبو الطيب المتنبي:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كامل